الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

لمساعدة العراق في إعادة الإعمار.. المديرة العامة لليونسكو تزور بغداد

لمساعدة العراق في إعادة الإعمار.. المديرة العامة لليونسكو تزور بغداد

Changed

نافذة على "العربي" تسلط الضوء على واقع الأهوار العراقية وتلوّث المياه فيها (الصورة: تويتر)
منذ عام 2018 رصدت اليونسكو أكثر من 150 مليون دولار من أجل العراق، خصصت نسبة كبيرة منها لإعادة إعمار الموصل، وفق متحدّث باسم المنظمة.

أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أودري أزولاي، عن دعم العراق الذي عانى عقودًا من الحروب، مؤكدةً استعداد اليونسكو لدعم العراق في مجال "إعادة الإعمار".

ويعاني العراق من آثار التغير المناخي كالنقص في المياه الذي يطال الأهوار في جنوب البلاد المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

مساعدة العراق في إعادة الإعمار

وخلال جولة لها في شارع المتنبي التاريخي في بغداد، اقترحت أزولاي إرسال بعثة خبراء لمساعدة البلاد في مواجهة هذه "الأزمة الهيكلية".

وقالت أزولاي: "خلال كل تلك السنوات من الحرب، وكذلك خلال فترة سيطرة داعش، الثقافة والتعليم هما اللذان تعرضا لتدمير متعمّد، وتمت مهاجمتهما...في بلد يعود تاريخه لآلاف السنين".

وأضافت أزولاي: "أنا هنا من أجل البحث عن هذه الهوية الثقافية، مساعدة العراق في إعادة الإعمار، ليس فقط إعمار الجدران والتراث، كما فعلنا في الموصل، بل كلّ ما هو متصل بالتراث غير المادي، كل تلك الثروة المرتبطة بالتعليم...والتي عانت كثيراً. يمكن أن نرى ذلك بسهولة في بغداد".

وتحمل زيارة أزولاي إلى شارع المتنبي المشهور بمكتباته والذي افتتح عام 1932، رمزية كبيرة، لا سيما وأنه كان هدف هجوم انتحاري أودى بحياة 30 شخصًا في مارس/ آذار 2007.

وتأتي زيارة أزولاي في وقت يحيي فيه العراق مرور عشرين سنة على سقوط نظام صدام حسين إثر الغزو الأميركي عام 2003، حيث عانى العراقيون من اقتتال طائفي دموي ثمّ صعود تنظيم "الدولة" الذي احتل نحو ثلث أراضي البلاد وحول الموصل "عاصمة" له في شمال العراق قبل هزيمته في عام 2017.

نهب الآثار

كذلك، تعرضت آثار البلاد للنهب والتهريب، لا سيما بعد الغزو الأميركي في عام 2003، كما دمر التنظيم مواقع أثرية مهمة.

وفي هذا الصدد، أشارت أزولاي إلى أن ما سمته "جروح الحرب واحتلال تنظيم الدولة، مزّقت في العمق المجتمع العراقي"، ومضت تقول: "لذلك فإن اليونسكو ملتزمة في الوقت الحالي بحشد المجتمع الدولي والعمل مباشرةً على الأرض".

ومنذ عام 2018، رصدت اليونسكو أكثر من 150 مليون دولار من أجل العراق، خصصت نسبة كبيرة منها لإعادة إعمار الموصل، وفق متحدّث باسم المنظمة.

وبرفقة وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني والسفير الفرنسي إريك شوفالييه، زارت أزولاي كذلك مقهى الشابندر الذي تعرض لدمار كبير في هجوم عام 2007. وتبادلت الحديث مع مالكه الذي فقد عددًا من أبنائه في ذلك الانفجار.

ويضمّ العراق ستّة مواقع أثرية مدرجة ضمن التراث العالمي، وهو مهد الحضارات السومرية والأكادية والبابلية والآشورية، التي منها انطلقت الكتابة وانبثقت المدن الأولى.

ويعدّ العراق وفق الأمم المتحدة من بين الدول الخمس الأكثر عرضةً لآثار التغير المناخي، لا سيما النقص في المياه.

واقترحت أزولاي، على السلطات إرسال بعثة من اليونسكو معنية بملف "إدارة الموارد المائية لتحديد السبل التي يمكن من خلالها المساعدة في إدارة هذا المورد".

والتقت أزولاي اليوم الإثنين بالرئيس عبد اللطيف رشيد ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني.

وتزور أزولاي يوم غد الثلاثاء، الموصل لتفقّد ورش تأهيل مواقع أثرية تقوم بها مؤسستها في هذه المدينة الكبيرة في شمال العراق، التي كانت معقلًا لتنظيم "الدولة" قبل هزيمته ولحق بها دمار كبير إثر معارك ضارية.

وتختم المسؤولة زيارتها الأربعاء في أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، حيث تقع قلعة أربيل الأثرية المصنفة ضمن التراث العالمي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close