تستقبل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الجمعة، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تزور روما، لحضور قمة تهدف إلى تعزيز اقتصادات دول إفريقية، في محاولة للحد من الهجرة غير النظامية إلى دول التكتل.
ووضعت ميلوني التي جعل حزبها اليميني المتطرف، "إخوة إيطاليا"، من قضية الهجرة أولوية له، خطة بقيمة 5,5 مليار يورو تستهدف 14 دولة، من بينها إثيوبيا وساحل العاج والسنغال، لدعم قطاعات متنوعة، من الطاقة إلى الرعاية الصحية.
وسجل الاتحاد الأوروبي 239 ألف حالة عبور غير نظامية العام الماضي، بانخفاض بنسبة 38% بعد الذروة التي بلغها وصول المهاجرين عام 2023، وفقًا لوكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس".
وتهدف خطة ميلوني إلى تعزيز العلاقات التجارية بين إيطاليا والدول الإفريقية في قطاع الطاقة، لا سيما بعد أن أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية، روما على البحث عن إمدادات جديدة من النفط والغاز.
وترغب روما أيضًا في تمويل خط سكة حديدية بين زامبيا وأنغولا، وتخطط لاستثمار 65 مليون يورو في إنتاج الوقود الحيوي في كينيا.
"لا يكفي"
وأشاد الرئيس الكيني، ويليام روتو، بالخطة ووصفها بأنها "طموحة"، لكنه أشار إلى أن "الاستثمار وحده لا يكفي" وأن الاقتصادات الإفريقية لا تزال مثقلة بالديون.
كما حذّر رئيس الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، من أن القارة "لا يمكنها الاعتماد فقط على وعود غالبًا ما يتم الإخلال بها".
ويقول خبراء إن إيطاليا "أفرطت في الوعود" بإشارتها إلى أن هذه الاستثمارات قد تقلل من عدد المهاجرين، من خلال خلق فرص عمل وتحقيق النمو.
وقال سيمون أوغنو من منظمة ريكومون غير الحكومية: إن الخطة تخدم مصالح "الشركات الكبرى في قطاع الوقود الأحفوري الإيطالية".
وتشارك شركات إيطالية كبرى في الخطة، بما في ذلك شركة النفط العملاقة إيني وشركة الكهرباء تيرنا، ومجموعة "بونيفيشي فيراريسي" الزراعية الصناعية.
وأفادت فرونتكس بأن الهجرة غير النظامية عبر المتوسط بين شمال إفريقيا وإيطاليا، شهدت وصول نحو 67 ألف مهاجر عام 2024، بانخفاض بنسبة 59% عن العام السابق.
أزمة ونداء
وعام 2023، زارت كل من فون دير لايين وميلوني جزيرة لامبيدوسا، ودعتا من هناك إلى تضامن أوروبي لمساعدة روما على إدارة تدفق المهاجرين الوافدين عبر البحر المتوسط بما يفوق القدرات الاستيعابية للجزيرة الإيطالية الصغيرة.
وزارت المسؤولتان الجزيرة المتوسطية على وقع استقبالها آلاف المهاجرين حينها، في أزمة أعادت فتح الجدل بشأن تقاسم المسؤوليات بين دول الاتحاد الأوروبي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع فون دير لايين، قالت ميلوني: إن "المستقبل الذي تريده أوروبا لنفسها هو على المحك هنا لأن مستقبل أوروبا هو رهن قدرتها على مواجهة التحديات الكبرى".