اعتبرت دولة قطر، اليوم الثلاثاء، أن السلوك العدواني وغير المسؤول لإسرائيل يقوض أيّ فرصة للسلام، مشيرة إلى أن تل أبيب شنت موجة قصف غير مسبوق أودى بحياة مئات الأبرياء.
يأتي ذلك، فيما تشهد قطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لوقف حرب الإبادة وتبادل أسرى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 174 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
"سلوك إسرائيل يقوض أي فرصة للسلام"
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في افتتاح منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة إنه "عندما أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح بابًا لوقف هذه المأساة إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفًا"، مضيفًا أن "هذا السلوك العدواني غير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام".
وأوضح أن إسرائيل شنت موجة قصف غير مسبوقة أدت إلى مقتل مئات الأبرياء، مشيرًا إلى أن التجربة خلال العام والنصف الماضي أثبتت أن "الطريق الوحيد هو المفاوضات، وغالبًا ما تم تخريبها بسبب الألاعيب السياسية".
وشدد على أن قطر، رغم جهودها مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب المأساوية في غزة، "تشهد إجهاضًا متكررًا لفرص التهدئة"، مؤكدًا التزام بلاده بمواصلة المساعي مع الشركاء لوقف الحرب، والإفراج عن الرهائن، وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وأكد أن قطر تحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق يشمل تحرير الرهائن وتخفيف معاناة الفلسطينيين، كاشفًا أن جولة المفاوضات الأخيرة لم تُحرز تقدمًا، بسبب "الهوة بين طرف يسعى إلى اتفاق شامل وآخر يريد اتفاقًا جزئيًا، ولم نتمكن من ردم هذه الهوة".
وفيما أشار إلى أن الدوحة تنتهج سياسة دبلوماسية تقوم على الوساطة النزيهة، لفت رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى الالتزام "بمساعينا مع شركائنا لوقف الحرب والإفراج عن الرهائن وإنهاء مأساة أهالي غزة".
وأردف أن استمرار الحملات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا لا يحتمل، مشيرًا إلى أن حل الصراع في الأراضي الفلسطينية جوهري لاستقرار المنطقة.
أين وصلت مفاوضات غزة؟
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن آدم بولر المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن قوله: إن "التوصل إلى صفقة بين حماس وإسرائيل هو أقرب من أي وقت مضى".
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي بأن القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أن الصفقة تبتعد وأصبحت بعيدة أكثر من أي وقت مضى، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدد إقامة الوفد المفاوض في الدوحة ليوم أو يومين، من أجل إظهار للرأي العام الأميركي والإسرائيلي بأنه يعمل على استنفاد الفرص.
وأضافت المراسلة أن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلًا عن مصدر مطلع غربي، قوله: إن هنالك تقدم طفيف في مفاوضات غزة، لكن هذا التقدم ليس جوهريًا ولا يعد اختراقًا فعليًا في المفاوضات.
وأكدت حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية بغزة، وهو ما ترفضه الأخيرة طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليمني الأكثر تطرفًا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولاسيما الاستمرار في الحكم.