الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"لم يبق سوى رماد".. حرائق ورياح عاتية تضرب ولاية كولورادو الأميركية

"لم يبق سوى رماد".. حرائق ورياح عاتية تضرب ولاية كولورادو الأميركية

Changed

ولاية كولورادو تعاني من جفاف مستمر منذ سنوات (غيتي)
تعاني ولاية كولورادو من جفاف مستمر منذ سنوات (غيتي)
تشهد ولاية كولورادو إحدى ولايات الغرب الأميركي جفافًا تاريخيًا سهّل إلى حد كبير انتشار الحرائق التي أتت على مئات المنازل في الولاية الأميركية.

أتت حرائق على مئات المنازل في كولورادو إحدى ولايات الغرب الأميركي الذي تضربه رياح عاتية ويعاني من موجة جفاف تاريخية، حسب السلطات.

وقال قائد شرطة مقاطعة بولدر، جو بيلي في مؤتمر صحافي: إنّ "نحو 370 منزلًا في منطقة ساغامور دمر". وأضاف: "من الممكن أن نكون خسرنا 210 منازل في منطقة أولد تاون سوبيريور".

حرائق هائلة

وتقع مدينة بولدر التي تضم أكثر من مئة ألف نسمة على بُعد حوالي خمسين كيلومترًا عن دنفر عاصمة كولورادو.

وتشهد هذه الولاية جفافًا تاريخيًا سهّل إلى حد كبير انتشار النيران. وفي منطقة بولدر، دمرت الحرائق فنادق ومراكز للتسوق وأكثر من 650 هكتارًا من المساحات الخضراء.

وسجلت هبات رياح تزيد سرعتها على 160 كيلومترًا في الساعة في بعض الأماكن مما يعقد جهود عناصر الإطفاء.

وقال جو بيلي: "أود أن أؤكد على حجم هذا الحريق وكثافته واندلاعه في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان". وأضاف: أنّ "تسجيل إصابات أو وفيات لن يكون مفاجئًا".

إعلان الطوارئ

وذكرت صحيفة "كولورادو صن" أن عددًا كبيرًا من الأشخاص خضعوا لعلاج بسبب إصابتهم بحروق وبينهم ستة على الأقل أدخلوا إلى المستشفيات.

وأظهرت مشاهد بثتها محطة "سي بي أس" مبنى سكنيًا محترقًا كان عناصر الإطفاء يحاولون إخماده.

وصدرت أوامر لآلاف السكان بإخلاء منازلهم لا سيّما في مدينة لويزفيل، التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية متوجهة إلى السكان: "غادروا لويزفيل وإلا ستكون حياتكم في خطر".

وكتب جاريد بوليس حاكم الولاية الجبلية التي تلتقي فيها جبال روكي بالسهول الكبرى، في تغريدة: "رياح عاتية تنشر النيران بسرعة وكل الطائرات بقيت على الأرض".

وأعلن حالة الطوارئ مشيرًا إلى أن خطر هذا الحريق لا يقتصر على المناطق الريفية خلافًا للحرائق السابقة. وأضاف: أنّ "المنطقة المتضررة هي ضاحية عادية مثل تلك التي تعيشون فيها وتلك التي نعيش فيها".

"لم يبق سوى رماد"

المدينة الأخرى التي صدرت أوامر بإخلائها بالكامل هي "سوبيريور" التي يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة وكانت تغطيها الخميس سحابة من الدخان الأسود، كما يظهر في صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت الصحيفة المحلية "دنفر بوست" أن باتريك كيلبرايد (72 عامًا) كان يعمل في متجر لأجهزة الكمبيوتر عندما تلقى أمرًا بإخلاء المكان. وهرع الرجل إلى منزله في سوبيريور لجلب أغراضه الخاصة لكنه لم يتمكن من إنقاذ أي شيء آخر سوى سيارته والملابس التي كان يلبسها. ونفق كلبه وقطته في النيران.

وقال عن المنزل الذي عاش فيه ثلاثة عقود إنه "استحال رمادًا". وأضاف لصحيفة دنفر بوست: "إنه شعور غريب أن تنتقل من موقع تملك فيه كل وسائل الراحة التي يمكنك الحصول عليها إلى آخر لا تملك فيه أي شيء على الإطلاق".

من جهتها، وصفت باتي هولتز الرعب الذي شعرت به عند إخلاء منزلها في مقاطعة بولدر. وقالت: "كل شيء مشتعل. الجمر منتشر في كل مكان. أخشى بالطبع مع الريح أن تستمر ألسنة اللهب في الانتقال إلى منازل أخرى".

"مثل سواد الليل"

وتابعت: "كان الظلام دامسًا إلى درجة أننا لم نكن نستطيع أن نرى شيئًا".

وتعاني كولورادو مثل جميع مناطق الغرب الأميركي من جفاف مستمر منذ سنوات جعل مناطقها عرضة لحرائق الغابات.

ومع الاحترار المناخي، من المرجح أن تزداد شدة وتواتر موجات الجفاف والحر ما يوفر ظروفًا مؤاتية لحرائق الغابات أو الأدغال. شهد الغرب الأميركي في السنوات الأخيرة حرائق غير مسبوقة، لا سيّما في ولايتي كاليفورنيا وأوريغن.

وكتب دانيال سواين عالم الأرصاد الجوية في جامعة كاليفورنيا في تغريدة أن حدوث هذه الحرائق في ديسمبر/ كانون الأول "أمر يصعب تصديقه".

وأضاف: "لكن، مع خريف حار وجاف بشكل قياسي، ومعدل ثلوج هذا الموسم يبلغ حتى الآن سنتيمترين فقط، إلى جانب عاصفة تحمل هبات رياح قوية تكون النتيجة حرائق سريعة وخطرة جدًا".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close