حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت حلفاءه على العمل لإيجاد صيغة لأي مفاوضات سلام مقبلة مع روسيا، مشدّدًا على وجوب إشراك كييف في أي محادثات ترمي إلى إرساء سلام مستدام.
تصريحات زيلينسكي تزيد التكهّنات بشأن إمكان إجراء مفاوضات لإنهاء النزاع العنيف الذي أودى بعشرات الآلاف بعد نحو ثلاث سنوات من القتال، حسب وكالة فرانس برس.
إيجاد "صيغة" لمحادثات سلام مع روسيا
وقال زيلينسكي: "أدرك أن التواصل يمكن أن يتّخذ أشكالًا مختلفة"، في إشارة إلى مفاوضات محتملة من شأنها أن تفضي إلى "سلام عادل".
وأضاف: "أعتقد أنه يتعين علينا اليوم أن نركّز على ذلك".
والجمعة أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "استعداده للعمل" مع الولايات المتحدة على "مفاوضات حول القضايا الأوكرانية"، مشيدًا بما يتمتع به نظيره الأميركي دونالد ترمب من "براغماتية" و"ذكاء".
واعتبر بوتين أن الحرب التي بدأت في فبراير/ شباط 2022 لربما كان من الممكن الحؤول دون اندلاعها لو كان ترمب رئيسًا حينها.
ولم يحدد بوتين أي موعد لبدء المحادثات، وكان الكرملين قال في وقت سابق إنه بانتظار "مؤشرات" من واشنطن، على الرغم من إعلان ترمب الخميس استعداده للقاء بوتين "فورًا".
وكان ترمب الذي نُصّب رئيسا للولايات المتحدة الإثنين، وصف الحرب الدائرة في أوكرانيا بأنها "سخيفة"، مهددًا موسكو بعقوبات اقتصادية جديدة إذا لم توافق على إجراء مفاوضات.
وفي كييف، قال زيلينسكي إن أي محادثات ترمي إلى وضع حد للحرب يجب أن تجرى بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا، فضلًا عن الاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا بتوفير ضمانات أمنية قوية لبلاده.
لا "خطة مشتركة"
وقال زيلينسكي: "لا يسعني اليوم أن أقول أي نوع من المفاوضات ستجرى أو ما ستكون عليه هيكلة عملية التفاوض لأننا لم نتوصل بعد إلى خطة مشتركة".
وشدّد على أن أي مفاوضات تستبعد كييف لن تفضي لاحقًا إلى أي سلام مستدام.
وأضاف زيلينسكي "يستحيل استبعاد أوكرانيا من أي منصة تفاوض، وإلا فإن هذه المنصة لن تؤتي نتائج فعلية، إنما ستكون لها نتائج سياسية".
وأردف "أي نتائج كتلك لن توفّر أي أمن ولن تنهي الحرب".
وقدّم زيلينسكي مقترحات عدة لإنهاء النزاع، بما في ذلك ما سماه "خطة الانتصار" التي عرضها في قمة حول أوكرانيا عقدت العام الماضي شاركت فيها عشرات الدول والمنظمات الدولية.
ويأتي تجدّد الحديث عن محادثات محتملة في توقيت حرج بالنسبة لأوكرانيا في ساحة المعركة، فجيشها الأقل عديدًا يتراجع ميدانيًا منذ أشهر في مواجهة قوات روسية أفضل تجهيزًا، كما أن الجنود الروس باتوا عند مداخل منطقة دنيبروبيتروفسك للمرة الأولى منذ عام 2022، حسب وكالة فرانس برس.
روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا
إلى ذلك، لم يبدِ أي من الجانبين أي مؤشر لخفض التصعيد منذ تنصيب ترمب، على الرغم من إصرار الرئيس الجمهوري على أنه قادر على إنهاء النزاع في يوم واحد بمجرد وصوله إلى السلطة.
وموازاة مع تقدّمها في الجبهة المترامية الأطراف في شرق أوكرانيا وجنوبها، كثّفت روسيا هجماتها بالمسيّرات والصواريخ على البنى التحتية الطاقوية والعسكرية لكييف.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني السبت أنه أسقط ليلا صاروخين و45 مسيّرة روسية.
وقالت أجهزة الطوارئ في منطقة تشركاسي الوسطى: إن القصف الجوي الروسي استهدف "بنية تحتية حيوية"، وتسبب في حريق كبير وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
في الأثناء، أعلنت الرئاسة الأوكرانية إصابة مبنى سكني بطوابق عدة قرب كييف في هجمات روسية تجددت لليلة الثانية على التوالي.
وأعلنت "سلطات الاحتلال الروسي" في جنوب أوكرانيا السبت مقتل ثلاثة أشخاص بضربة أوكرانية على بلدة في منطقة خيرسون، وفقًا لما أفادت به وكالة فرانس برس.