اتهم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض عبد الإله بنكيران، أمس السبت، جهات لم يحددها بمحاولة "التشويش بين الحزب وملك البلاد محمد السادس"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنها لن تنجح.
وجاءت تصريحات بنكيران بعد 6 أيام من إصدار الديوان الملكي بيانًا وضع بيان سابق للأمانة العامة للحزب بشأن العلاقات مع تل أبيب، في خانة "التجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة، فيما يتعلّق بالعلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل، وربطها بآخر التطورات بالأراضي الفلسطينية المحتلة".
وكانت الأمانة العامة للحزب قد عبّرت، في بيان لها في الرابع من مارس/ آذار الحالي، عن استهجانها مما أسمّته "المواقف الأخيرة لوزير الخارجية السابق ناصر بوريطة الذي يبدو فيها وكأنه يدافع عن إسرائيل في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين، ولا سيما في نابلس الفلسطينية".
الديوان الملكي المغربي ردا على حزب "العدالة والتنمية": موقف #المغرب من القضية الفلسطينية لا رجعة فيه، والعلاقات مع إسرائيل تمت في ظروف معروفة pic.twitter.com/vCAC53yKHe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 13, 2023
وقال بنكيران، في لقاء مع نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (مقربة من الحزب) في الرباط: "إنّ المحاولات التي تعتمدها بعض الجهات (لم يسمّها) من أجل التشويش ما بين الحزب والملك ستذهب سدى، لأن الملك لن يفرّط في الدين ونحن أيضًا لن نفرّط في الملك".
واعتبر أن "العلاقة بين الحزب والملك محكومة بمنطق المرجعية الإسلامية التي تنص على النصح والسمع والطاعة في المعروف".
وأضاف بنكيران أن ما "يحكم بين الحزب والدولة هو الدستور، الذي يتميز بالوضوح. وفي الوقت الذي نحن متشبثين فيه بحقوقنا في الدستور، فإننا في نفس الوقت أيضًا نؤكد على ولائنا للملك".
لكنّه في الوقت نفسه، أبدى تمسّك "حزب العدالة والتنمية" بانتقاده بوريطة على خلفية العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وقال بنكيران: "دولتنا نحن معها، لكن إذا رأي وزيرها مال ذات اليمين أو ذات الشمال أو بالغ في موقف معين، أو لم يراع قتل الناس في بلاد أخرى، فهذا يسيء إلى دولتنا وملكنا".
ومساء الأربعاء، نفت الأمانة العامة لـ"العدالة والتنمية" التدخّل في الاختصاصات الدستورية للملك، لكنّه في الوقت نفسه، أكد "مواقفه الثابتة والمتواترة في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ورفض التطبيع مع إسرائيل".
ووقّعت إسرائيل والمغرب نهاية عام 2021، مذكرة تفاهم أمنية، خلال زيارة وزير الدفاع آنذاك بيني غانتس إلى الرباط، وتهدف إلى تنظيم التعاون الاستخباري والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.
وفي مارس 2022، وقّع المغرب وإسرائيل على مذكرة تفاهم في مجال التعاون الفضائي، ومذكرة "تعاون عسكري"، في أول زيارة عسكرية رسمية إسرائيلية للبلاد.
وتلا توقيع الاتفاقات زيارة لـ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوفاخي إلى الرباط في يوليو/ تموز 2022. وفي سبتمبر/ أيلول 2022، زار المفتش العام للجيش المغربي بلخير الفاروق تل أبيب، لحضور مؤتمر عسكري.