أكد قائد إدارة العمليات العسكرية السورية أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، أنه لن يتم العفو عن المتورطين في تعذيب المعتقلين في السجون السورية، بعد إطلاق سراح الآلاف من السجون سيئة السمعة عقب سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وقال الشرع في بيان على تطبيق تلغرام: "لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم.. وسنلاحقهم في بلدنا"، مطالبًا الدول "بتسليمنا من فرّ إليهم من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة".
"سوريا لن تنخرط في حرب أخرى"
وشدد القائد العسكري السوري على أن بلاده "لن تنخرط في حرب أخرى"، بعد إسقاط نظام الأسد الذي حكم البلاد بالحديد والنار، وارتكب مجازر في حق السوريين طوال 13 عامًا من ثورتهم ضد حكمه.
وقال الشرع: "الناس منهكة من الحرب وسوريا لن تنخرط في حرب أخرى"، مؤكدًا أن إدارة العمليات العسكرية لن تتوانى في محاسبة القتلة.
وأضاف: "ليس لدى الدول الأجنبية ما تخشاه من سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد". ولفت إلى أن إدارة العمليات العسكرية لا تسعى إلى مزيد من الصراع وتهدف إلى إعادة الاستقرار.
وكان الشرع قد تحدث في مقابلة مع "سكاي نيوز" البريطانية عقب عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي أطاحت بنظام الأسد. ورأى الشرع خلال المقابلة أن الشعب السوري "منهك" جراء أعوام النزاع، وأن البلاد لن تشهد "حربًا أخرى".
وبعد نحو 25 عامًا في السلطة، بينها 13 عامًا تجاهل خلالها مطالبات السوريين بالحرية، سقط بشار الأسد، بعد 11 يومًا فقط من هجوم مباغت للفصائل المعارضة.
"الوضع الحالي لن يسمح بالعودة إلى الذعر"
وقال الشرع: إن "الناس منهكة من الحرب. لذا البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تنخرط في (حرب) أخرى"، مضيفًا أن تخوفات الغرب حيال الأوضاع في سوريا لا داعي لها، فالنظام "الذي كان موجودًا قد زال".
وأشار الشرع إلى أن مصدر القلق في سوريا تمثل في الماضي في وجود ما وصفها بـ"الميليشيات الإيرانية وحزب الله" على الأراضي السورية، ووجود النظام الذي "ارتكب المجازر"، حسب قوله.
وتابع القائد العسكري لإدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة: "لذا فإن إزالتهم هو الحل لسوريا، والوضع الحالي لن يسمح بالعودة إلى الذعر".
وحسب "سكاي نيوز"، فقد أوضح أحمد الشرع أن "إعادة بناء البلاد تشكل أولوية"، مشيرًا إلى أن البلاد تتجه نحو التنمية وإعادة الإعمار، والاستقرار.
وفجر الثلاثاء، أعلن الشرع، أن السلطات الجديدة في البلاد ستنشر قريبًا "قائمة أولى بأسماء كبار الضالعين في تعذيب الشعب السوري" لملاحقتهم ومحاسبتهم، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي بيان نشره على تطبيق تلغرام، قال الشرع، الذي يقود فصائل سورية معارضة أطاحت ببشار الأسد: "سنقدّم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب".
من هو أحمد الشرع؟
استخدم الشرع أو "أبو محمّد الجولاني" سابقًا للمرة الأولى اسمه الحقيقي أحمد الشرع يوم الخميس، وذلك في منشور على "تلغرام" تزامنا مع سيطرة قواته على مدينة حماة في وسط سوريا.
وارتبط اسم الجولاني المولود عام 1982، بجبهة النصرة التي كان أميرها منذ عام 2012، والتي سيطرت مع فصائل معارضة على محافظة إدلب (شمال غرب) عام 2015، وكانت تابعة لتنظيم القاعدة.
في يوليو/ تموز 2016، أطلّ الجولاني علنًا للمرة الأولى، ليعلن فك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام" التي تحوّلت بعد اندماج فصائل إسلامية ومعارضة معها عام 2017 إلى هيئة تحرير الشام، وتولى الشرع قيادتها العامة.
وسبق للشرع أن أكد في مقابلة مع شبكة "بي بي أس" الأميركية عام 2021 أن اسمه الحقيقي أحمد الشرع. وقال إن لقبه الجولاني مرتبط بأصول عائلته من هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.
وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية، قال الشرع إن الثورة السورية خلال السنوات الماضية انتقلت من حالة الفوضى والعشوائية إلى الانتظام.
وأشار إلى أن سوريا المستقبل تستحق أن تكون دولة مؤسسات، وألّا ترتبط بأشخاص، وفق تعبيره.