السبت 13 أبريل / أبريل 2024

لهذا تؤدي درجات الحرارة الشديدة إلى الوفاة

لهذا تؤدي درجات الحرارة الشديدة إلى الوفاة

Changed

نافذة حول موجات الحر غير المسبوقة التي يشهدها العالم ومقابلة مع المتخصص في أمراض القلب والشرايين شهاب حمزة (الصورة: غيتي)
عادةً ما تكون الكلى أول ما يتلف في جسم الإنسان. وعندما تتعطّل، يتسمّم جسم الانسان، ما يؤثر على الأعضاء الأخرى التي تبدأ بالفشل واحدًا تلو الآخر.

تفوق الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة في بعض الدول عدد الوفيات الناجمة عن كوارث طبيعية كالزلازل والأعاصير والعواصف.

وتُشير التقديرات إلى أن موجة الحرّ التي اجتاحت أوروبا عام 2003، تسبّبت في وفاة ما يصل إلى 70 ألف شخص.

فكيف تؤثر درجات الحرارة شديدة الارتفاع على جسم الإنسان؟

التعرّق والدفاع الذاتي للجسم

تبلغ حرارة الجسم العادية لدى الإنسان 37 درجة مئوية. وعندما ترتفع درجات الحرارة المُحيطة بالانسان، يبدأ جسمه بالتعرّق، حيث تتمدد الشعيرات الدموية الدقيقة المجاورة للجلد، في محاولة للاستفادة من هذه البرودة السطحية.

لكن عندما تكون الرطوبة مرتفعة، يصبح التعرّق أقل فاعلية، وبالتالي لا يبرّد الدم. ونتيجة لذلك ترتفع درجة حرارة الجسم، ويبدأ الدم بالتدفّق بشكل كبير، وتبدأ نبضات القلب بالتسارع، ويشعر الإنسان بالدوار.

بعدها يرسل الدماغ إشارات لإبطاء عمل العضلات، الأمر الذي يؤدي إلى الإرهاق، وبالتالي اختلال الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى صداع أو غثيان، أو حتى قيء. 

ويؤدي التعرّق المفرط إلى خروج الإلكتروليتات (electrolytes)، وهي معادن موجودة في الدم وسوائل الجسم الأخرى التي تحمل شحنة كهربائية، عن مسار عملها المعتاد ويمكن أن يسبب ذلك تشنجات. وتعتبر هذه بداية الإرهاق الحراري، وإذا لم يُعالَج ذلك باللجوء إلى الظل، والراحة، فقد تتحول الأمور بسرعة إلى مرحلة خطرة.

تفوق الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة في بعض الدول عدد الوفيات الناجمة عن كوارث طبيعية
تفوق الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة في بعض الدول عدد الوفيات الناجمة عن كوارث طبيعية

تعطّل الأعضاء وتدهور خلايا الجسم

إذا استمرّت درجة حرارة الجسم في الارتفاع إلى أكثر من 40 درجة مئوية، تبدأ الأعضاء بالتعطّل وتتدهور الخلايا. ويمكن أن يؤدي إرهاق القلب إلى توقُّفه عن العمل، وهو ما يُعرف بضربة الشمس. ويبدأ المصابون بالهلوسة، أو قد يصابون بنوبات صرع. وسيتوقف كثيرون عن التعرق، وسيجفّ الجلد، ويتسارع الالتهاب داخل الجسم، ما يشكّل ضغطًا على الكليتين.

ويقول جيسون كاي وي لي، الخبير في تأثير الحرارة على جسم الإنسان في كلية "نوس يونغ لو لين" للطب في سنغافورة، لمجلة "تايم": "عادةً ما تكون الكلى أول ما يتلف في جسم الإنسان. وعندما تتعطّل الكلى، لا يمكن التخلّص من جميع السموم التي تراكمت ويتسمّم جسم الانسان، ما يؤثر على الأعضاء الأخرى التي تبدأ بالفشل واحدًا تلو الآخر".

بدوره، يوضح المتخصّص في أمراض القلب والشرايين، شهاب حمزة، في حديث إلى "العربي"، كيفية "التأثير الدراماتيكي" لدرجات الحرارة العالية أيضًا على مرضى القلب، إذ إن تنظيم الجسم لدرجة حرارته يحتاج إلى تدفق الدم إلى الأطراف، وهو ما يزيد من جهد عضلة القلب، ما ينتج عنه تدهور الصحة.

من جهته، يحذّر كاميلو مورا، الأستاذ المساعد بجامعة هاواي، من أن جسم الانسان يستسلم لارتفاع درجة الحرارة، وهو ما يظهر في 27 طريقة مختلفة، منها: الفشل الكلوي، وتسمم الدم، وتحلل بطانة الأمعاء، ما يؤدي إلى الموت في غضون ساعات قليلة.

ويقول: إن "الموت بضربة الشمس في بعض الأحيان أفضل من البقاء على قيد الحياة"، مضيفًا أن "الأضرار التي تلحق بأعضاء الجسم لها عواقب طويلة المدى".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close