لهيب من النيران.. ناجون يروون لحظات أعنف قصف أميركي على اليمن
غابت بعض التفاصيل التي وقعت جراء القصف الأميركي العنيف على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة في اليمن أمس الجمعة، في استهداف يعد الأعنف منذ بدء الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد الحوثيين.
ورصدت كاميرا التلفزيون العربي من داخل أحد مستشفيات محافظة الحديدة شهادات لعدد من الناجين من الضربات الأميركية لتروي ما لم تروه صورة القصف.
"لهيب من النيران"
ومن داخل المستشفى، قال أحد المصابين الناجين من قصف الميناء في حديث للتلفزيون العربي إنه "رأى لهيبًا من النيران، وأن الصواريخ هزت المكان وأفزعت الموظفين والعمال بالميناء".
ومتحدثًا بحرقة وهو مستلق على سريره في المستشفى، أخبر ناجٍ آخر التلفزيون العربي ما شاهده أثناء القصف، قائلًا: "أحرقوا الموظفين. أحرقوا السواقين. أحرقوا كل حاجة بالصواريخ. أحرقوا البوابات عشان مفيش أي خروج سواء بابور أو موظف أو سواق".
وأضاف أن الصواريخ الأميركية قصفت أيضًا شركة الغاز، وضربت الأسطوانات، التي انفرجت الصواريخ فوق رؤوس الموظفين والعمال، وفق قوله.
وتحدث ناجٍ آخر للتلفزيون العربي عن وفاة أصدقائه جراء القصف الأميركي العنيف على الميناء النفطي: "منهم من توفى جنبي. أصدقائي توفوا جنبي. ومنهم من توفي بسبب الشظايا".
الهجوم الأميركي الأعنف على اليمن
وفي لقطات بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها "أولى صور العدوان الأميركي" على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس في وقت سابق: "الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين، الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم. ولم يكن القصد إلحاق الأذى بالشعب اليمني".
ويعد الهجوم الأميركي واحدًا من أعنف الهجمات منذ أن بدأت الولايات المتحدة شن غارات جوية ضد الحوثيين في أكبر عملية عسكرية لها في الشرق الأوسط، منذ تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه في يناير/ كانون الثاني.
وبحسب آخر حصيلة لمكتب الصحة العامة بمحافظة الحديدة، فقد بلغ عدد ضحايا الضربات الأميركية على الميناء اليمني، 80 قتيلًا و150 جريحًا.
وشن الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن عابرة للممر الملاحي، ويقولون إنهم يستهدفون سفنًا مرتبطة بإسرائيل احتجاجًا على حرب غزة.
وتوقفت الجماعة عن شن الهجمات خلال وقف إطلاق النار السابق في القطاع.
وسبق أن أسفرت هجمات أميركية استمرت على مدار يومين في مارس/ آذار عن مقتل أكثر من 50 شخصًا، وفقًا لمسؤولين حوثيين.