الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

ليبيا.. هل يفلح القذافي والمجلس الرئاسي في حل الأزمة السياسية؟

ليبيا.. هل يفلح القذافي والمجلس الرئاسي في حل الأزمة السياسية؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش مدى نجاح مبادرة سيف الإسلام القذافي والمجلس الرئاسي في حل الأزمة الليبية (الصورة: الأناضول)
تأتي خطة المجلس الرئاسي بعد أيام متواصلة من الاحتجاجات التي أدت لإغلاق طرق وإشعال النيران بالإطارات، ومطالبات بإسقاط الأجسام الحالية كافة وتحسين الوضع المعيشي.

قدم سيف الإسلام القذافي مبادرة من خيارين لحل الأزمة السياسية في ليبيا، إذ يتضمن الخيار الأول، إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بمشاركة الجميع وبإشراف جهة محايدة، أما الخيار الثاني فيتضمن الانسحاب الجماعي من الانتخابات الرئاسية لكل الشخصيات التي تمثل طرفًا في الخلافات السياسية القائمة.

من جانبه، قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح: "هنالك محاولات لإفساد اللقاءات القادمة بين مجلسيْ النواب والدولة". وأضاف أن من وصفهم بالمزايدين يعتقدون أنهم سيحلون محل مجلس النواب.

وتأتي تصريحات صالح بعد إعلان المجلس الرئاسي خطته لمعالجة الانسداد السياسي في البلاد، بعد مشاورات بين أعضائه والاجتماع بـ31 حزبًا.

خطة المجلس الرئاسي في ليبيا

وفيما تترقب الأحزاب السياسية الخطة، سيعلن المجلس عن ملامحها بعد مزيد من المشاورات مع أطراف مختلفة بعد نحو 3 أسابيع.

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب التجمع الوطني أحمد زهيو في حديث إلى "العربي": إنهم في الحزب سيقولون كلمتهم بعد خطة الرئاسي، إما تفويض المجلس والالتفاف حوله ودعمه، أو اعتباره جسمًا معدوم الشرعية.

وفي أول رد فعل على إعلان وجود الخطة، قال رئيس مجلس النوب الليبي في رد استباقي على ما يبدو: إن من لديه صلاحيات إصدار المراسيم هو رئيس الدولة المنتخب بصلاحيات ممنوحة له عن طريق الدستور وحل مجلس النواب وفقًا للدستور.

من جهته، لفت الباحث السياسي علي الوندي إلى أن مبادرة الرئاسي قد لا تلقى قبولًا لدى بعض الأطراف السياسية، لا سيما وأن الجسم التشريعي شكك في قدرة المجلس على التحرك وفق هذه الصلاحيات التي لا يملكها بحسب عقيلة صالح.

وتأتي خطوة المجلس الرئاسي بعد أيام متواصلة من الاحتجاجات التي تشهدها مدن ليبية عدة، أدت إلى إغلاق طرق وإشعال النيران بالإطارات، وتطالب بإسقاط الأجسام الحالية كافة وتحسين الوضع المعيشي.

مبادرة لسيف الإسلام القذافي وخطة للمجلس الرئاسي

وفي هذا الصدد، أفاد الكاتب الصحافي إبراهيم بلقاسم، أن مبادرة سيف الإسلام القذافي هي إدراك من قبله بأن المجتمع الدولي من الصعب أن يقبل الآن بعودة النظام السابق في ليبيا إلى الحكم مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مشكلة سيف الإسلام ليست مع الداخل الليبي بل مع الخارج.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة طرابلس، أن الليبيين حتى الآن منقسمين ومتباينين في مواقفهم ويبحثون عن مشروع يجتمعون حوله، ويمكن لسيف الإسلام تفعيل هذا المشروع في إطار المصالحة، لكن من الضروري أن ينسحب من السباق الرئاسي.

وبين بلقاسم أن ظهور سيف الإسلام في السباق الرئاسي دفع بعض الأطراف الدولية للتدخل بشكل غير مباشر لدفع البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم من انهيار في العملية الانتخابية.

وحول حظوظ سيف الإسلام في أي سباق انتخابي في ليبيا، أوضح الكاتب الصحافي أن "لا حظوظ للقذافي في الخارج بالنسبة لدول كانت سببًا في إسقاط نظام والده، أما داخليًا فإنه يملك شعبية لا بأس بها".

وأشار إلى أن عقيلة صالح يشعر بأن رمزية مجلس النواب قد تلاشت بسبب حرقه، وأصبح مهزوزًا سياسيًا بشكل كبير، كما أنه يشعر بأن المجلس الرئاسي في حال قدم مبادرته فهو على وشك إلغائه.

وتابع بلقاسم بأن عقيلة صالح يستعد للعودة مرة أخرى إلى المشهد السياسي بقوة وأن أول ما يقوم به هو إلغاء المجلس الرئاسي.

في غضون ذلك، تبذل الأمم المتحدة جهودًا لتحقيق توافق ليبي حول قاعدة دستورية تجرى وفقًا لها انتخابات برلمانية ورئاسية، في ظل مخاوف من انزلاق البلاد مجددًا إلى حرب أهلية جراء وجود حكومتين متصارعتين.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، منح مجلس النواب بطبرق (شرق) الثقة لحكومة جديدة كلفها برئاسة فتحي باشاغا.

بينما يرفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب من الشعب لإنهاء كل الفترات والكيانات الانتقالية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close