يُصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية والعشرين لمقتل الناشطة الأميركية راشيل كوري، في قطاع غزة، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولقيت كوري حتفها عام 2003، بعد أن دهستها جرافة إسرائيلية، كانت تقوم بأعمال هدم لمنازل فلسطينيين، في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وتأتي ذكرى مقتلها هذا العام فيما تشهد الأراضي الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، تصاعد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية بالتزامن مع زيادة حدة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وحتى اليوم، لا يسلم المتضامنون الأجانب من هذه الانتهاكات إذ تعرضوا لاعتداءات بالضرب، والاعتقال، والقتل بالاستهداف المباشر.
من هي راشيل كوري؟
تعتبر راشيل كوري، أول ناشطة سلام دولية تقتل بينما كانت تحتج على هدم الاحتلال لمنازل الفلسطينيين.
وصلت كوري، وهي من مواليد 10 أبريل/ نيسان 1979 في أولمبيا بواشنطن، إلى قطاع غزة ضمن حركة التضامن العالمية عام 2003.
حينها، كانت ترتدي بزّتها البرتقالية للتعريف عن نفسها بأنها ناشطة حقوقية أجنبية، وحاولت برفقة 8 من زملائها في حركة التضامن الدولية، وهم وفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، 5 أميركيين و3 بريطانيين، منع جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال من هدم المنازل في مدينة رفح.
وعندما كانت تنادي بمكبّر الصوت على الجنود الإسرائيليين داخل الآلة العسكرية، في محاولة لإيقافهم عن تجريف المنازل، دهستها الآلة بشكل متعمّد.
وادعى الجندي الإسرائيلي سائق الجرافة أنه لم يشاهدها، وهو ما نفاه أصدقاء راشيل وشهود عيان، وأكدّوا أن السائق تعمّد دهسها والمرور على جسدها مرتين أثناء محاولتها إيقافه، قبل أن يهدم منزلًا لمدنيين عزّل.
وحظيت قضية راشيل كوري بتضامن دولي واسع وقتها، ما دفع المخرج البريطاني آلان ريكمان وبمشاركة من الصحافية كاثرين فاينر إلى تحويل كتاباتها ومذكراتها لعمل مسرحي متكامل، تم عرضه للمرة الأولى عام 2005.
عائشة نور أزغي أيغي
عائشة نور متضامنة أميركية تركية قُتلت إثر استهدافها بالرصاص الإسرائيلي في الرأس يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2024 في بلدة بيتا، بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وصلت عائشة إلى الأراضي الفلسطينية للمشاركة في حملة "فزعة" لدعم وحماية المزارعين الفلسطينيين من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وفق الناشط في مقاومة الاستيطان أيمن غريب.
وخلال المسيرة التي شاركت فيها المتضامنة عائشة نور، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي تجاه المتظاهرين.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" حينها، إلى أن المتضامنة تحمل الجنسية الأميركية من أصل تركي، وتتطوع ضمن حملة "فزعة".
توم هرندل
توم هرندل بريطاني قتل برصاصة إسرائيلية في رأسه في 13 يناير/ كانون الثاني 2004، وهو يحتضن طفلة فلسطينية صغيرة، في محاولة منه لحمايتها من الرصاص في مدينة رفح.
ووثقت والدة المتضامن البريطاني سيرته الذاتية في كتاب سمته "تحدي النجوم: الحياة والموت المأساوي لتوم هرندل" نشر عام 2007.
جيمس هنري ميللر
بدوره، جيمس بريطاني قتله الجيش الإسرائيلي بالرصاص داخل غزة في 2 مايو/ أيار 2003.
كان جينها ميللر على رأس عمله يصور فيلمًا وثائقًيا لهيئة الإذاعة البريطانية.
سفينة "مافي مرمرة التركية"
يعد اعتداء الاحتلال على "مافي مرمرة التركية" من أبرز الاعتداءات المسجلة ضد المتضامنين، حيث هاجمتها قوات من البحرية الإسرائيلية في 31 مايو/ أيار 2010، على مقربة من شاطئ بحر غزة، وبلغ عدد ضحاياها 10 من الأتراك، فيما أصيب أكثر من 56 آخرين.
وكانت السفينة تقل على متنها نحو 750 ناشطًا في حقوق الإنسان والسياسة، ينحدرون من 37 دولة، وتحمل مساعدات إنسانية وأدوية.