أعلنت نجمة تلفزيون الواقع وشبكات التواصل الاجتماعي الأميركية كيم كارداشيان الثلاثاء خلال إدلائها أمام محكمة الجنايات في باريس بإفادتها في قضية سرقة تعرضت لها في فندق باريسي عام 2016، أنها تسامح أحد مهاجميها، لكنها شددت على أن ذلك "لا يغير شيئًا في الصدمة" التي عانتها، راوية تفاصيل عملية السطو.
ووصلت كارداشيان إلى أحد مداخل المحكمة الواقعة في قلب باريس قرابة الساعة 13,30 (11,30 ت غ) برفقة والدتها كريس جينر، وكانت ترتدي سترة وفستانًا طويلًا، ولوحت للمحتشدين قبل أن تدخل قاعة المحكمة وتجلس في المقعد المخصص لها.
وعندما سأل رئيس المحكمة دافيد دو با النجمة الأميركية إن كان سبق ووصلتها رسالة من المتهم الأبرز عمر آيت خداش (69 عامًا) كتبها لها بعد أشهر قليلة من عملية السطو في باريس في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أجابت بالنفي، فما كان من القاضي إلا أن قرأها بنفسه.
وكتب المتهم الذي أصبح الآن أصمّ وأبكم ويتابع وقائع المحاكمة عبر شاشة كمبيوتر: "سيدتي، بعد أن رأيتك في برنامج، وبعد أن رأيت عاطفتك وأدركت الضرر النفسي الذي ألحقتُه بك، قررت أن أكتب إليك".
وأضاف في رسالته: "ليس هدفي الحصول على أي تسامح منكم، فأنا أتحمل مسؤولية ما فعلته، ولكن هدفي أن أتوجه إليكم كإنسان لأخبركم بمدى ندمي على أفعالي".
"أنا أسامحك"
وانفجرت كارداشيان باكية على منصة الشهود، ثم مسحت دموعها وقالت بواسطة مترجم "طبعًا إنه أمر مؤثر جدًا (...) أنا أؤمن بالفرصة الثانية".
ثم استدارت كارداشيان نحو الرجل العجوز، وقالت له النجمة التي تريد أن تصبح محامية وتناضل من أجل حقوق السجناء في الولايات المتحدة "أنا أسامحك"، مضيفة أنها "تقاتل من أجل الضحايا أيضًا"، وأنها تريد "أن يتم سماعها وفهمها"، وأن "هذا لا يغير شيئًا في الصدمة" التي عانتها.
وما كان من عمر آيت خداش إلاّ أن كتب ردّه على ورقة، قرأها القاضي، وجاء فيها: "هذا الصفح كنور الشمس. أشكركم. لعشر سنوات، كان الندم يُرهقني، بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
واعترف المتهم بأنه كان أحد الرجال الملثمين الذين دخلوا غرفة الفندق ليلة 2-3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016. وفي بداية جلسة الاستماع، طلبت المحكمة من كيم كارداشيان الإدلاء بشهادتها.
وبطلب من المحكمة، روت كيم كارداشيان أحداث ليلة 2-3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 التي قالت إنها "غيّرت كل شيء".
واستهلت إفادتها بالقول "كنتُ معتادة على أن أسير في شوارع باريس حتى قرابة الثالثة صباحًا. كنتُ أشعر دائمًا بالأمان في هذه المدينة، لقد كانت مكانًا ساحرًا". ولكن بعد أسبوع الموضة لعام 2016، "تغير كل شيء" في نظرها.
يريد خاتم خطوبتها
ودمعَت عينا كارداشيان عندما أخبرت كيف قررت في ذلك المساء عدم مغادرة الفندق بعد منتصف الليل، وكانت تحزم حقائبها استعدادًا لرحلة العودة في اليوم التالي.
وأضافت "سمعتُ وَقْعَ خطوات على الدرج، فناديتُ أمي وأختي، لكنّ أيًّا منهما لم تُجِب". وعندما فُتِح باب غرفتها ودخلها رجلان، ظنّت أنهما من رجال الشرطة، إذ كانا يرتديان بزّة الشرطة، وكان برفقتهما موظف الاستقبال في الفندق مكبّل اليدين.
وكانت كارداشيان ترتدي رداء الحمام، وتهمّ بالخلود إلى النوم، فلم تفهم مباشرة ما يحصل. وأشارت إلى أن "أحد الرجال" قال لها "بلكنة فرنسية "رينغ، رينغ" (أي الخاتم)، وهو يشير بالبنصر".
وأدركت أنه يريد خاتم خطوبتها، وهو عبارة عن ماسة كبيرة تقدر قيمتها بـ3,9 ملايين دولار وكان موضوعًا على طاولة بجانب سريرها. أخذه المهاجمون ثم اكتشفوا صندوق مجوهراتها. وبلغت قيمة المسروقات تسعة ملايين يورو (عشرة ملايين دولار) من المجوهرات التي لم يُعثر عليها.
وتابعت كارداشيان روايتها باكية مجددًا قائلة "كانوا يحملون مسدسًا، سحبوني من السرير إلى الردهة. تساءلت إن كان عليّ الركض، إن كان عليّ محاولة الهرب، لكنّ ذلك كان مستحيلًا".
وأضافت "أدركتُ أن ما يجب أن أفعله هو أن أنفذ ببساطة ما طلبوه مني".
وعندما سأل رئيس المحكمة النجمة الأميركية "هل كنت تعتقدين أنك ستموتين سيدتي؟"، أجابته بالإنكليزية بواسطة مترجم "بالتأكيد، كنت متيقنة من أنني سأموت".
ولاذ المجرمون بالفرار بعدما لاحظوا أن الحارس الشخصي يحاول الاتصال بكيم كارداشيان.