الثلاثاء 12 نوفمبر / November 2024

ليلة ثالثة من احتجاجات فرنسا.. اعتقالات واسعة وإصابات بين الشرطة

ليلة ثالثة من احتجاجات فرنسا.. اعتقالات واسعة وإصابات بين الشرطة

شارك القصة

مراسل "العربي" في رسالة من ضواحي باريس التي تشهد احتجاجات في أعقاب مقتل شاب على يد الشرطة (الصورة: الأناضول)
اندلعت أعمال الشغب لليلة الثالثة على التوالي في أنحاء البلاد احتجاجًا على مقتل الشاب نائل وتجددت المواجهات مع الشرطة التي أصيب 249 من عناصرها.

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن 667 شخصًا في المجمل اعتُقلوا خلال الليل في فرنسا، وذلك بعد اندلاع أعمال الشغب لثالث ليلة في أنحاء البلاد احتجاجًا على مقتل شاب من أصول عربية برصاص الشرطة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ووفقًا لما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مصادر مقربة من وزير الداخلية، فإنّ جزءًا كبيرًا من الموقوفين على خلفية الاحتجاجات تراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا.

احتجاجات واسعة

وهزت الاحتجاجات وأعمال شغب شملت تخريب مقار إدارات عامة وعمليات نهب ومناوشات متفرقة ليل الخميس الجمعة، مدنًا كثيرة واقعة في منطقة باريس بعد توجيه تهمة القتل العمد وحبس الشرطي الذي أقدم على قتل مراهق يبلغ السابعة عشرة خلال عملية تدقيق مروري بعدما رفض التوقف الثلاثاء الماضي في نانتير قرب العاصمة الفرنسية.

وقُتل المراهق نائل م. (17 عامًا) برصاصة في الصدر بعدما رفض التوقف خلال عملية تدقيق مروري أجراها شرطيّان درّاجان في نانتير. في فرنسا، السنّ القانونية للقيادة هي 18 عامًا.

وفي حين أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.

وأثار مقتل المراهق أعمال شغب على مدى ليلتَين في فرنسا، ولا سيّما في منطقة باريس، وتكرر ذلك ليل الخميس الجمعة. وتخشى أجهزة الاستخبارات من "تعميم" أعمال العنف في الليالي المقبلة.

إصابة 249 شرطيًا ودركيًا

وفي سين-سان-دوني شمال شرق العاصمة، شهدت "كلّ البلدات تقريبًا" أعمال شغب سريعة واستُهدفت عدة مبان عامة مثل بلدية كليشي-سو-بوا، وفق مصدر بالشرطة.

في باريس، تعرّضت بعض المتاجر في حيّ "لي آل" وشارع ريفولي الذي يؤدي إلى متحف اللوفر إلى "التخريب" و"النهب وحتى الحرق"، بحسب مسؤول رفيع المستوى في الشرطة الوطنية.

وقررت ثلاث مدن على الأقل قريبة من العاصمة باريس فرض حظر تجول، بعضها لعدة أيام، في كلّ أو بعض الأحياء، وعلى الجميع أو على القاصرين فقط.

وفرضت كلامار (قرب باريس) وكومبيينه (شمال باريس) هذا الإجراء من التاسعة مساء حتى السادسة صباحًا (19:00 حتى 04:00 بتوقيت غرينتش).

وفي منطقة باريس، توقفت الحافلات والترامواي عن العمل اعتبارًا من الساعة التاسعة مساء الخميس (19:00 بتوقيت غرينتش).

وفي مرسيليا، ثاني مدن فرنسا، تضررت واجهة مكتبة البلدية، وفق البلدية. وفي منطقة الميناء القديم الشهيرة المطلة على البحر المتوسط، دارت مواجهات بين الشرطة ومجموعة أشخاص تراوح عددهم بين 100 و150 شخصًا.

وكانت الحكومة قد أعلنت حشد 40 ألف شرطي ودركي مساء الخميس منهم خمسة آلاف عنصر في باريس.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية إصابة 249 شرطيًا ودركيًا في أعمال الشغب ليل الخميس الجمعة. ولم تكن أي إصابة في صفوف عناصر الشرطة والدرك خطرة.

وقال مصدر في الشرطة إن وحدات التدخل الخاصة في الشرطة والدرك نُشرت في مدن كبيرة مثل تولوز (جنوب غرب) ومرسيليا (جنوب شرق) وليون (جنوب شرق) وليل (شمال) وبوردو (جنوب غرب).

تهمة القتل العمد

حتى الساعة، استبعدت الحكومة إعلان حالة طوارئ الذي يطالب به اليمين. وأحيا مقتل نائل الجدل حول سلوك قوات الأمن في فرنسا حيث قتل 13 شخصًا وهو عدد قياسي، في 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

وقالت والدة نائل لمحطة "فرانس 5" في أول مقابلة إعلامية معها منذ إطلاق النار صباح الثلاثاء: "أنا لا ألوم الشرطة، أنا ألوم شخصًا واحدًا، هو الشخص الذي قتل ابني".

وصباح الخميس، لفت المدعي العام في نانتير باسكال براش إلى أن "النيابة تعتبر أن الشروط القانونية لاستخدام (الشرطي) للسلاح لم تكن متوافرة".

ووُجهت تهمة القتل العمد إلى الشرطي ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي. وقدّم الشرطي الخميس الاعتذار لعائلة نائل، وفق ما أفاد محاميه.

وقال المحامي لوران-فرانك ليينار على محطة "بي إف إم تي في" الفرنسية: "الكلمة الأولى التي نطق بها هي أنا آسف، والكلمات الأخيرة التي قالها كانت لتقديم الاعتذار للعائلة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات
Close