ليلة محرقة الخيام في غزة.. أين وصلت مساعي وقف إطلاق النار؟
يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة مستهدفًا ما تبقى من منازل وخيام النازحين.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي في خانيونس جنوبي القطاع أحمد البطة، يمكن توصيف الليلة الماضية بـ"ليلة محرقة الخيام" حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية خيام النازحين وقتلت 23 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال ما اسفر عن شطب ثلاث عائلات من السجل المدني.
ففي مجزرة عائلة أبو الروس في مواصي خانيونس استشهد 10 أشخاص بينهم 5 أطفال و4 سيدات. وفي جباليا شمال قطاع غزة، سقط ستة شهداء باستهداف خيمة للنازحين في مشروع بيت لاهيا بمحيط مستشفى كمال عدوان. كما استشهد 7 فلسطينيين في قصف استهدف خيمة في مخيم جباليا.
كما طال القصف المدفعي الإسرائيلي المناطق الشرقية لخانيونس ومدينة رفح، جنوبي القطاع.
حماس تعد ردها على مقترح وقف النار
من جهة أخرى، أكد القيادي في حماس محمود مرداوي أن الحركة لا تزال تعد ردها على مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال مرداوي لوكالة فرانس برس إن "رد الحركة ما زال في طور الإعداد ونؤكد أنه لا مكان لأي صفقة جزئية"، مضيفًا أن "سلاح المقاومة لن يخضع لأي مفاوضات وهو يقع في قلب الإجماع الفلسطيني لدى الفصائل".
بدوره، ادعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، أن الأخير وجّه فريق التفاوض بمواصلة العمل للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
ويتناقض ذلك مع إصرار نتنياهو، على مواصلة حرب الإبادة على غزة، متجاهلًا عرائض وقّعها عسكريون و"مدنيون"، تطالبه باستعادة الأسرى، ولو مقابل وقف الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن رئيس الوزراء أجرى عبر الهاتف "تقييمًا للوضع حول قضية الأسرى مع فريق التفاوض ورؤساء المؤسسة الأمنية". وتابع أن نتنياهو وجّه فريق التفاوض بـ"مواصلة الخطوات للدفع نحو إطلاق سراح الأسرى".
كما أفادت القناة "12" الأسرائيلية الأربعاء، بأن نتنياهو "عقد اجتماعًا هاتفيًا، بمشاركة كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، وبينهم رئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك رونين بار، على خلفية جهود الوسطاء للتوصل إلى صفقة"، مشيرة إلى أن "الاجتماع بحث المستجدات والتقديرات حول الاتجاهات المحتملة للمضي قدمًا للتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى".
وفي نهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفًا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
هل يتم التوصل إلى اتفاق لوقف النار؟
والإثنين، سلمت مصر حماس مقترحًا إسرائيليًا لوقف مؤقت لإطلاق النار وبدء مفاوضات تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتنتظر رد الحركة الفلسطينية عليه.
وادعت القناة الإسرائيلية أن "المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تجري على قدم وساق، لكن كل طرف يحدد شروطه بشكل حاد ودقيق، ما يجعلها مفاوضات معقدة".
ووفق القناة، تفيد تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه "خلال نحو أسبوعين سيتضح ما إذا كانت هذه الجهود ستقود للتوصل إلى صفقة أم لا". وأشارت إلى أن "نقطة الخلاف المركزية تتعلق بطلب إسرائيل نزع سلاح غزة، الذي يُطرح لأول مرة كشرط للتوصل إلى صفقة، وهو ما ترفضه حماس بشدة".
والأربعاء، وجّه زعيما حزبي "الديمقراطيين" يائير غولان، و"هناك مستقبل" يائير لابيد، انتقادات حادة لنتنياهو في ملف الأسرى. وقال غولان ولابيد، عبر بيانين منفصلين، إن نتنياهو يضحي بحياة الأسرى، ويفسد صفقات التبادل، ويشن حربًا بلا هدف على غزة من أجل بقائه السياسي.
وقد خلّف العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.