الإثنين 25 مارس / مارس 2024

ليليان شعيتو والمظلمة المضاعفة.. حكاية أم أُصيبت في انفجار مرفأ بيروت وحرمت من ابنها

ليليان شعيتو والمظلمة المضاعفة.. حكاية أم أُصيبت في انفجار مرفأ بيروت وحرمت من ابنها

Changed

ليليان شعيتو
أُصيبت ليليان شعيتو إصابة بليغة في الرأس جرّاء انفجار مرفأ بيروت (تويتر)
حُرمت ليليان شعيتو من طفلها عقب إصابتها في انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، ولم تتمكن من التواصل معه منذ استعادة وعيها إلا بضع مرات عبر الفيديو.

تتماثل ليليان شعيتو للشفاء تدريجيًا. عدّ البعض بقاءها على قيد الحياة معجزة، وهي فعلتها. اجتازت الغيبوبة وتتلقى العلاج، وتتعالى الأصوات المطالبة بإعادة ابنها إليها بعدما حُرمت من رؤيته.

ليليان صودف وجودها في الرابع من أغسطس/ آب 2020 في دائرة الخطر، عندما خرجت تشتري هدية لزوجها. يومها انفجر مرفأ بيروت، وتحطّمت أحياء من العاصمة، وسقط ما يزيد عن مئتي قتيل.  

كانت هي واحدة من بين آلاف الجرحى، الذين قضى بعضهم لاحقًا وتعافى آخرون، بينما لازمت هي سرير المستشفى جرّاء إصابة بليغة في الرأس، فدُعيت بـ"الأميرة النائمة" لدخولها في غيبوبة استمرت أشهرًا.

معركة قضائية

عندما فتحت ليليان عينيها لم تستيقظ على واقع إصابتها فحسب، بل أيضًا على مظلمة تخلّي زوجها عنها وحرمانها من ابنها الرضيع.

الطفل الذي جاءت لتلده بين أهلها يعيش مع جدته لأبيه، والزوج عاد إلى أبيدجان؛ نفى أن يكون قد منعها وعائلتها من رؤية الصغير، غير أنه عزا رفضه زيارته لها في المستشفى إلى تخوّفه من كورونا. كما قال محاميه إن ليليان لن تتمكّن من التعرّف على ابنها بسبب مرضها.

عائلة ليليان التي حرمت هي أيضًا من حفيدها، خاضت معركة قضائية لرؤيته. وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني 2021 أصدرت المحكمة الجعفرية حكمًا يقضي "بمنع سفر الرضيع والسماح لعائلة ليليان برؤيته 4 ساعات يوميًا".

لكنّ القرار لم يُنفذ إلى الآن بعد طعن زوجها في الحكم، ولم ترَ الأم رضيعها سوى مرّات معدودات في اتصالات فيديو قصيرة، رغم تأكيد الأطباء المشرفين على علاجها أثر رؤيته الإيجابي على تطور علاجها.  

مظلمة مضاعفة

في الفترة الماضية، استعادت ليليان وعيها تدريجيًا، وأصبحت قادرة على الأكل والشرب وتحريك عينيها وإحدى قدميها لكنها ظلت غير قادرة على الكلام.

قالت معالجتها الفيزيائية زينب فحص في يناير/ كانون الثاني 2021، أن ليليان بدأت بالبكاء بعد عشر دقائق من بداية الاتصال مع ابنها، ثم بذلت جهدًا في محاولة لالتقاط الهاتف، وحاولت تتبعه بنظراتها والتواصل معه من خلال تحريك يدها.

وأردفت بأن الفريق الطبي لاحظ أن اللقاء قد أعطى ليليان دافعًا لتتحسن، مشيرة إلى تطور تم لمسه في حالتها.

مظلمة أخرى تعرّضت لها ليليان ولا يمكن السكوت عنها، تشير إليها الصحافية والناشطة النسوية حياة مرشاد، التي ترى أن هذه القضية تُثار في كل مرّة ثم تغيب، لتعاود الظهور عندما تحركها عائلتها أو ينتشر خبر أو وسم على الانترنت، دون أن يتم إنصاف هذه الشابة، التي تعرّضت لظلم غير مسبوق.

وتقول لموقع "التلفزيون العربي"، نقلًا عن شقيقة شعيتو أن العائلة اكتشفت عن طريق الصدفة وضع ابنتها تحت "الحجر" بموجب قرارٍ صادر عن المحكمة الجعفرية، وبناء على قضية رفعها الزوج.

وتوضح أن ليليان تخضع بموجب هذا القرار لوصاية المحكمة، ولا يمكنها السفر لتلقي العلاج في الخارج بحسب توصيات الأطباء ما يهدّد حياتها بالخطر.

وتردف بأن اجتماعًا موسعًا سيُعقد غدًا وتحضره جمعيات نسوية وحقوقية ومحامون ومحاميات لمراجعة حيثيات الملف ومستنداته ووضع خطّة للتحرك، إذ لن نكتفي في كل مرة بالمناشدة عبر الإعلام، فهذا الأمر لم يعد بالإمكان السكوت عنه.

وإذ تذكّر بأن ما تطلبه العائلة هو حق ابنتها البديهي برؤية صغيرها، تشير إلى أن ليليان تتفاعل لدى ظهور طفل على شاشة التلفزيون، فتبكي أو تتسارع دقات قلبها فينطلق صوت الجهاز الطبي، وفق ما تقوله شقيقاتها.

ومرشاد التي تأمل الانتهاء من معركة "المشاهدة" قريبًا، ولا سيما مع حاجة ليليان لرؤية طفلها مع ما تخوضه صحيًا، تلفت إلى أن المسألة برأيها لم تصل بعد إلى "حضانة الطفل"، فهناك ستكون المعركة الكبرى.

وكان وسم #رجعوا_طفل_ليليان_شعيتو قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وحملت التغريدات تضامنًا مع ليليان وتنديدًا بما تعرّضت له، ومطالبات بلم شملها مع طفلها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close