يضم ألبوم بعنوان "ليوان" صدر في غزة أخيرًا ثماني أغنيات عن مناسبات مجتمعية دينية مختلفة لسكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
أبصر العمل النور بوصفه ثمرة تعاون بين جمعية "نوى للثقافة والفنون" ومؤسسة "جفرا" للإنتاج الفني.
"الأبيات تتناقص"
تشير ريم أبو جبر، مديرة جمعية "نوى للثقافة والفنون" إلى أنها تذكر بوضوح الأغنيات، وكيف كانت تتداولها النساء.
وفيما تلفت إلى أن الجهد نفسه بقي مستمرًا حتى الآن ويتم ممارسته من قبل أهالي دير البلح، تعرب عن أسفها الشديد "لتناقص هذه الأبيات التي نحفظها ونكررها".
وتقول: "من هنا تأتي ربما أهمية توثيق هذه الأغنيات والتراث، على الأقل بحفظه وتوثيقه وليس بالضرورة إنتاجه".
"أغنيات للفرح والترح"
من الأغنيات المتوارثة ما تردّده أم هايل؛ كلمات كانت السيدة الستينية قد حفظتها عن والدتها قبل عشرات السنين. تغنيها للفرح والترح، وتنقلها لأحفادها.
فلا يُقصد بترداد الأغنيات هذه الترفيه وحسب، بل هو وسيلة للتمسك بإرث الأجداد.
بدورهم، يردد الأطفال أغنيات من الألبوم لأول مرة. يجتمعون في مكان يشبه الليوان، أي المكان الذي كان رجال العائلات الفلسطينية يجلسون فيه ويستقبلون الضيوف قديمًا.
وشكل الليوان في ذلك الحين مهدًا للأغنيات في المناسبات الدينية والاجتماعية، قبل أن يغنيها الأبناء هنا من جديد.
"تراث يعزز الهوية الفلسطينية"
تشير المنسقة الميدانية في جمعية "نوى للثقافة والفنون" سوسن زيدان، إلى أن ألبوم "ليوان" هو الثمرة الثانية لرحلة طويلة بدأتها الجمعية في عام 2018، حين بدأت جمع وتوثيق الأغنيات التراثية من نساء حاملات التراث من مدينة دير البلح.
وتوضح في حديثها إلى "العربي" من غزة أن ترداد الأغنية الشعبية يلازم أهل منطقة دير البلح في معظم مناسباتهم الدينية والمجتمعية؛ كنوع من التمسك بالإرث الشفهي الخاص بهذه المنطقة.
وتذكر أن جمعية "نوى للثقافة والفنون" أنتجت في العام الماضي الألبوم الأول بعنوان "دابا"، وأطلقت في سبتمبر/ أيلول لهذا العام الألبوم الثاني بعنوان "ليوان".
وتشرح أن الهدف الحقيقي، الذي تسعى إليه الجمعية من خلال توثيق وجمع هذه الأغاني، هو الحفاظ على الموروث الشفهي الذي تحمله الجدات والنساء في منطقة دير البلح، ونقل واستمرارية استخدام هذا التراث الذي يغرس القيم ويعزز الهوية الفلسطينية..