أعلن حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أنّ نحو 200 شهيد فلسطيني لا يزالون تحت أنقاض منازل دمّرها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
يأتي ذلك، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملية الإبادة الجماعية في القطاع، حيث ارتكب أكثر من 6 مجازر خلال الساعات الماضية، موقعًا أكثر من 100 شهيد حتى الآن.
وبذلك ترتفع الحصيلة غير النهائية للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، إلى 44429 شهيدًا و105250 جريحًا.
"كارثة مطلقة"
وقال أبو صفية في مقطع فيديو مصوّر: "المشهد الإنساني في شمال القطاع يقترب من الكارثة المطلقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني في الساعات الـ48 الماضية، ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض".
وأضاف أنّ الاحتلال ارتكب مجازر بحقّ عائلات الأعرج والبابا وعليان وورش آغا، مشيرًا إلى وصول ثلاث إصابات فقط إلى المستشفى من بين من نجوا من الغارات الإسرائيلية.
وقال: "ما يُدمي القلوب هو سماع أصوات أحياء يستنجدون من تحت الركام، وعند محاولة المواطنين إنقاذهم، استُهدفوا مجددًا بالطائرات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول إلى تلك المناطق شبه مستحيل".
ووصف استهداف منزل عائلة الأعرج بالمأساوي، مشيرًا إلى وجود نحو 100 شخص داخل المنزل، بينما لم ينجُ سوى شخص واحد من العائلة وهو موظف في مغسلة مستشفى كمال عدوان، صودف وجوده على رأس عمله أثناء الغارة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنّ جيش الاحتلال ارتكب 6 مجازر في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل منها إلى المستشفيات 47 شهيدًا و108 مصابين.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد شخص وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
كما استشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منطقة الميناء غربي مدينة غزة.
وأعلن الدفاع المدني في غزة، أنّ جيش الاحتلال يواصل منع الطواقم الإغاثية من أداء مهامها في محافظة شمال القطاع.
الأونروا تُعلّق إيصال المساعدات عبر كرم أبو سالم
إلى ذلك، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم الأحد، تعليق إيصال مساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي جنوبي القطاع، "لانعدام الأمن" فيه منذ أشهر.
ووصف المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في تغريدة على منصة "إكس"، العملية الإنسانية في القطاع الفلسطيني المُحاصر بأنّها "أصبحت مستحيلة بسبب الحصار والعقبات الإسرائيلية والافتقار إلى الأمان".
وجدد التأكيد على أنّ "مسؤولية حماية عمّال الإغاثة والمساعدات تقع على عاتق إسرائيل كقوة احتلال".
وجاء قرار الوكالة في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة في قطاع غزة، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، بينما تعيش مناطق القطاع كافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامنًا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي، بينما يقيم نحو مليوني نازح فلسطيني في الخيام.
