يمتزج الألم بالأمل في قرية تيخت، الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من جبال الأطلس، عقب أعنف زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من ستين عامًا.
ويترقّب سكان القرية فرق الإنقاذ وهي تنتشل الجثامين من تحت الأنقاض، أملًا في خروج أحياء كتبت لهم الحياة صفحة جديدة.
لكن القدر لم يبتسم لعمر آيت مبارك البالغ من العمر 25 عامًا، حينما انتشل عناصر الإغاثة جثة خطيبته من تحت الأنقاض.
انقطع الاتصال
وكان آيت مبارك يتحدث عبر الهاتف مع خطيبته حين وقع الزلزال مساء الجمعة، فسمع ضجيج أواني المطبخ تسقط على الأرض قبل أن ينقطع الخط.
وما يزال رجال الإنقاذ المغاربة يسابقون الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة.
كاميرا العربي ترصد أوضاع المتضررين من الزلزال في مدينة مراكش المغربية #زلزال_المغرب@anassradouane pic.twitter.com/PI2YJn0xSw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 11, 2023
وسجل أكثر من نصف القتلى في قرى إقليم الحوز الجبلية. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنًا العديد من القرى النائية في الغالب.
وحوّل الزلزال قرية تيخت التي كان يعيش فيها في السابق ما لا يقل عن مئة عائلة، إلى حطام متداخل من الخشب والأبنية المنهارة والأطباق المكسورة والأحذية والسجاد.
ماتت القرية
على غرار العديد من القرى المتضررة بشدة، كانت تيخت بلدة صغيرة فيها الكثير من المباني المشيّدة بطريقة تقليدية باستخدام خليط من الحجارة والخشب والطين.
وتجمع العشرات من السكان وأقرباء الضحايا والجنود الأحد وسط الأنقاض، وأكد كثيرون أنهم لا يتذكرون أي زلزال آخر في المنطقة.
وقال عبد الرحمن الدجال وهو طالب يبلغ من العمر 23 عامًا فقد غالبية أفراد أسرته في الكارثة: "هذا أمر لم يفكر فيه الناس هنا حين بنوا منازلهم".
لكن نوعية مواد البناء ليست ما يشغل بال هذا الطالب الذي جلس على صخرة وسط أنقاض القرية المحاطة بالجبال.
كان عبد الرحمن خرج للتنزه بعد العشاء حين بدأت الهزّات ورأى الناس يحاولون الهروب من منازلهم التي كانت تنهار، فأخرج والده من تحت أنقاض المنزل العائلي لكن إصاباته كانت بالغة وتوفي فيما كان ابنه بجانبه.
وتنشط في المنطقة منظمات غير حكومية تعمل على تقييم الاحتياجات غير السكن والطعام والماء، للسكان الذين بقوا في قرى مثل تيخت.
وبيّن العديد من السكان أنهم لا يعرفوا ما يجب أن يفعلوا، وهو ما زالوا تحت وقع الصدمة حيال حجم الخسائر والأضرار.