أعلن رئيس مؤسسة النفط الوطنية في ليبيا مصطفى صنع الله، اليوم الأربعاء، أن المؤسسة حققت معدلات إنتاج عالية بالرغم من التمويل الضئيل، نظرًا لقلة الميزانية لقطاع الطاقة مصدر الدخل الوحيد في هذا البلد الغني بالنفط.
وأضاف صنع الله في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس، إن المؤسسة تخطط للحفاظ على الإنتاج عند مستوى 1.2 مليون برميل يوميًا عام 2022.
تمويل ضئيل وإنتاج عالٍ
وصرّح صنع الله في المؤتمر الصحافي: "عام 2021 تحصلنا على 11% فقط من الميزانية المخصصة للقطاع، وعلى الرغم من ذلك، حققنا مستويات إنتاج عالية بتمويل ضئيل".
وتابع: "عام 2019 لم نحصل على الميزانية، ودخلنا عامي 2020 و2021 بديون ضخمة".
وتحاول ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا، إخراج نفسها من عقد من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
تطلع إلى زيادة الإنتاج
كما شدّد رئيس مؤسسة النفط الوطنية على أن المؤسسة تحاول "الحفاظ على معدلات إنتاج تبلغ 1,2 مليون برميل يوميًا"، لكنها تخطط لتحقيق معدلات أعلى.
فعقب فترات من التراجع الحاد، ارتفع الإنتاج إلى حوالي 1,2 مليون برميل يوميًا في المتوسط حاليًا، مقارنة بنحو 1,6 مليون قبل عام 2011.
وذكر أن المؤسسة تأمل أن تتمكن من زيادة الإنتاج إذا حصلت على ميزانية إضافية، مضيفًا أن الشركة تخطط لبدء تشغيل حقلين جديدين هذا العام، وهو ما سيضيف طاقة إضافية بنحو 18 ألف برميل يوميًا.
أزمات سياسية أمام قطاع النفط
ويواجه قطاع النفط الليبي عقبات واضطرابات متكررة مرتبطة معظمها في إغلاقات لمنشآت نفطية نتيجة "احتجاجات" أو هجمات إرهابية أو أعمال عسكرية تسببت في تخريب موانئ وحقول هامة.
وأعيد في 11 يناير/ كانون الثاني فتح أربعة حقول نفطية جنوبي غرب ليبيا بعد إغلاق قسري استمر ثلاثة أسابيع من طرف حراس المنشآت النفطية، تسبب في خسارة نحو ثلث الإنتاج.
وانتهى الإغلاق إثر نجاح مفاوضاتهم مع السلطات الحكومية ووعدهم بالاستجابة إلى مطالبهم.
كما تواصل مؤسسة النفط تحقيق معدلات إنتاج وإيرادات قياسية من بيع النفط والغاز منذ إعادة ليبيا عملية إنتاج وتصدير النفط في 17 سبتمبر/ أيلول 2020 بعد إغلاق قوات المشير خليفة حفتر الرجل القوي شرقي البلاد منطقة "الهلال النفطي" الهامة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الفائت، قال وزير النفط والغاز الليبي محمد عون لـ "العربي" إن رؤساء مجالس الإدارة للشركات النفطية امتثلوا لتوجيهات الوزارة بشأن الاستمرار في عملهم والسعي لحل الخلافات تفاديًا لخسائر القطاع النفطي.
وتزامنت أزمة غلق حقول النفط في الوقت الذي تتواصل فيه أزمة تأجيل الانتخابات على وقع انقسامات سياسية حادة.
وتأمل ليبيا رفع إنتاجها من النفط إلى 1,45 مليون برميل يوميًا نهاية عام 2021، وإلى 1,6 مليون برميل في غضون عامين، فيما تطمح إلى بلوغ مستوى 2,1 مليون برميل في غضون أربع سنوات، حسب مصطفى صنع الله.