بينما كانت أنظار العالم تتجه نحو مؤشرات التوتر والتصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، كان هناك مؤشر من نوع مختلف يثير اهتمام رواد منصات التواصل الاجتماعي.
إنه مؤشر البيتزا، أو بالأحرى طلبات البيتزا في مقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، قرب وزارة الدفاع الأميركية. هل ارتفعت أم انخفضت أم بقيت ثابتة؟ ولهذه النظرية أصل تاريخي بالفعل، وتحديدًا خلال الحرب الباردة.. حيث يفترض أن ارتفاع طلبات الوجبات السريعة، وتحديدًا البيتزا، في أحياء حساسة مثل الحي الذي يقع فيه مقر البنتاغون، قد يشير إلى تحركات عسكرية أو اجتماعات طارئة داخل أروقة الحكومة الأميركية.
منطق النظرية بسيط جدًا ويقول: عندما يواجه العسكريون حالة طوارئ، فإنهم يعملون نوبات أطول ولا يستطيعون مغادرة مواقعهم، وبالتالي يحتاجون إلى طعام سريع ومشبع، والبيتزا تلبي هذه الحاجة.
وهناك حساب يراقب طلبات البيتزا قرب هذه المقرات الحساسة، ربط بين حصول ارتفاع في الطلب على البيتزا وبين الهجوم الإسرائيلي على إيران. وذكر أن هذا الارتفاع حصل قبل ساعة فقط، من تنفيذ الهجوم.
"خيارات متعددة في مقر البنتاغون"
ويشير الحساب اعتمادًا على بيانات خرائط غوغل إلى ارتفاع في طلبات البيتزا بشكل غير معتاد مساء 13 يونيو/ حزيران، قبل بدء الغارة الإسرائيلية، وترافق ذلك مع انخفاض حركة الزوار في بعض المقاهي والحانات القريبة. فيما قرأه البعض، تحولًا من السهر إلى حالة الطوارئ.
ولم يتأخر البنتاغون في الرد، إذ نفت المتحدثة باسمه أن يكون موظفو الوزارة في حاجة أصلًا إلى طلب الطعام من الخارج.
ببساطة، لأن المقرات تتوفر على مطاعم داخلية تقدم خيارات متعددة من السوشي إلى السندويشات. وبالتالي فإن أي محاولات لربط تحركات الحكومة ببيانات عن الطلبات الخارجية، لا تستند إلى أي أساس واقعي.
وتعود جذور نظرية مؤشر البيتزا أو "بيتزا إنتليجنس"، إلى فترة الحرب الباردة، حيث كانت المخابرات السوفيتية تراقب محلات البيتزا في واشنطن العاصمة. ويؤكد مؤيدو هذه النظرية أنها أصابت في 21 حدثًا تاريخيًا مثل غزو الكويت وعملية عاصفة الصحراء، حيث لوحظ وقتها زيادات ملحوظة في طلبات البيتزا قرب مؤسسات أميركية حساسة.
"مقياس خاطئ"
وكان لهذا الخبر تفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي.
فبالنسبة لديف غايل "هذا المقياس خاطئ لأن حركة المرور المعروضة، مبنية على عدد الموجودين في الوقت الفعلي. ومكاتب البنتاغون تطلب عبر خدمة التوصيل، ولا ترسل الجميع لتتسلم البيتزا".
بدوره، تساءل أحمد طلعت: "لماذا لا يفتحون فروعًا لمطاعم البيتزا داخل البنتاغون بحيث لا يستطيع أحد فعل عمليات تتبع. وفي الوقت نفسه هذا الأمر يمكن أن يبنى على أساسه شيء ممكن لأميركا أن تطلب طلبات عشوائية كثيرة في أوقات السلم، حيث لا قرارات تتخذ خلالها من باب خداع استخبارات دول معادية تتابع هذا المؤشر".
أمّا دانييل فيغا فعلّق قائلًا: "مؤشر بيتزا البنتاغون موجود منذ عقود، ومجتمع الاستخبارات يعرف ذلك، وإذا قدم المؤشر أي إشارة (كما فعل على ما يبدو هذا الأسبوع) فمن المفترض أنهم كانوا سيفرضون قيودًا على الموظفين الذين يطلبون البيتزا عندما يحدث شيء كبير".