في ظل اشتداد المعارك في الشرق الأوكراني، أشارت تقديرات للبيت الأبيض، إلى تكبد القوات الروسية، خسائر بشرية بلغت 100 ألف بين قتيل وجريح خلال الأشهر الخمسة الماضية في باخموت وغيرها من مناطق أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، أمس الإثنين، إن هذا العدد يشمل بناء على تقديرات المخابرات الأميركية أكثر من 20 ألف قتيل نصفهم من مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تضم مدانين أُطلق سراحهم للانضمام للقتال.
واشنطن: روسيا فشلت في هجوم الشتاء
واعتبر كيربي أن "محاولة روسيا شن هجوم خلال الشتاء في دونباس عبر باخموت بشكل رئيسي باءت بالفشل".
ومضى يقول: "في ديسمبر الماضي، أطلقت روسيا هجومًا واسعًا عبر عدة جبهات بما في ذلك باتجاه فوليدار وأفدييفكا وباخموت وكريمينا. وتعثرت معظم هذه المساعي وفشلت. ولم تتمكن روسيا من السيطرة على أي منطقة ذات أهمية إستراتيجية".
وأشار إلى أن الروس يحققون بعض المكاسب المتزايدة في باخموت لكن "بتكلفة رهيبة" وأن دفاعات أوكرانيا في المنطقة لا تزال قوية، منوهًا إلى أن "روسيا استنفدت مخزوناتها العسكرية وأنهكت قواتها المسلحة".
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أصبحت معركة باخموت محورًا للصراع الذي تغيرت خطوطه الأمامية على نحو طفيف منذ أواخر العام الماضي، مما ترك الجانبين يسعيان لإحراز تقدم.
عشرات الصواريخ الروسية تخترق سماء كييف و #زيلينسكي يهدد بهجوم مضاد 👇#روسيا #أوكرانيا تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/hgv5MtKJY8
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 1, 2023
وكان جنرال أوكراني كبير أكد في تصريحات نُشرت أمس الإثنين، أن الهجمات المضادة الأوكرانية طردت قوات روسية من بعض المواقع في مدينة باخموت بشرق البلاد، لكن الوضع لا يزال "صعبًا".
كما ألمح المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، بأنه سيتم الإعلان عن حزمة أسلحة أميركية أخرى لأوكرانيا قريبًا.
اتصال بين زيلينسكي وترودو
في غضون ذلك، بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إقامة تعاون دفاعي طويل الأمد بين البلدين.
وكتب ترودو على تويتر عقب مكالمة هاتفية مع زيلينسكي: "مهما استغرق ذلك من وقت. تلك هي المدة التي سنقدم فيها الدعم لأوكرانيا".
وتوجه إلى الرئيس الأوكراني قائلًا: "أعدكم بذلك"، مضيفًا أن "كندا ستواصل تواجدها هناك من خلال مساعداتها العسكرية والإنسانية والمالية".
بدوره لفت زيلينسكي في تغريدة أيضًا إلى أنه ناقش مع ترودو إقامة "برنامج تعاون دفاعي طويل الأمد" بين البلدين.
وأرسلت كندا الشهر الماضي، ثماني دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد الهجوم الروسي المتواصل منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
دعم كندي سخي لأوكرانيًا
وكانت أوتاوا قد أعلنت سابقًا في فبراير/ شباط الماضي، أنها ستضاعف عدد الدبابات التي تعهدت بها لكييف.
وخصصت أوتاوا أكثر من مليار دولار كندي مساعدات عسكرية لأوكرانيا خلال العام الماضي، شملت مركبات مدرعة وصواريخ أرض-جو ومدافع هاوتزر وذخائر بالإضافة إلى دبابات ليوبارد.
وتعد كندا واحدة من أكثر الدول دعمًا لكييف في صد الهجوم الروسي، ولهذا نصحت وزارة الخارجية الروسية، الشهر الماضي، مواطنيها بتجنب السفر إلى كندا، مشيرة إلى ما وصفته بـ"حالات السلوك العنصري ضد الروس بما يشمل العنف الجسدي".
وكانت كندا نصحت مواطنيها بتجنب السفر إلى روسيا، وفرضت أوتاوا عقوبات على مئات المسؤولين الروس والشركات الروسية بالإضافة إلى فرض حظر تجاري واسع النطاق.
كما فرضت روسيا الشهر الماضي، عقوبات على 333 من المسؤولين والشخصيات العامة الكندية، بينهم رياضيون بارزون، في ما قالت إنه رد على القيود التي فرضتها كندا على موسكو ودعمها لأوكرانيا.
وسبق أن اعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من كييف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مسؤول عن جرائم الحرب الوحشية هذه"، وذلك عقب زيارة له في مايو/ أيار 2022 إلى إربين، حيث تتهم أوكرانيا روسيا بارتكاب مجزرة بحق المدنيين.