الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

ماكرون يتقدم على لوبن ويتحضر لجولة ثانية.. كيف بدا المشهد الانتخابي؟

ماكرون يتقدم على لوبن ويتحضر لجولة ثانية.. كيف بدا المشهد الانتخابي؟

Changed

نافذة عبر "العربي" تسلط الضوء على فرص نجاح ماكرون في الجولة الثانية للانتخابات (الصورة: غيتي)
بدأ ماكرون ولوبن حملتهما الانتخابية صباح اليوم بعد أنّ أظهرت نتائج الجولة الأولى تقدم الأول حيث من المتوقع أن يعملا على استمالة الذين لم يشاركوا في الاقتراع.

تعيش فرنسا، اليوم الإثنين، على وقع حملة محمومة بين المتنافسين على انتخابات الرئاسة، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، لإقناع الناخبين غير المتحمسين لهذه المواجهة بعد نهاية الجولة الأولى.

النسب الانتخابية

وتصدر ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت، أمس الأحد، بحصوله على 27,85% من الأصوات، متقدمًا على لوبن (23,15%) التي سيواجهها في الدورة الثانية، فيما خرج مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون من السباق بعد حصوله على 21,95%، بحسب النتائج النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية.

وبلغت نسبة المقاطعة 26,31% من الناخبين المسجلين، وهو أعلى مستوى لدورة أولى من انتخابات رئاسية بعد نسبة 28,4% المسجلة في 2002.

وركّز المعسكران على أهمية الأسبوعين المقبلين قبل الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية التي تتوقع استطلاعات الرأي فوز ماكرون فيها بفارق أصغر بكثير من الفارق بينه وبين لوبن في انتخابات 2017. بيد أن الأخير حصد نسبة أدنى بكثير مما حصد عام 2017 حيث بلغت 66%. 

وكان ماكرون قد فاز في انتخابات 2017 على حساب لوبن نفسها حينها.

وفي هذا السياق، توقع مراسل "العربي" في باريس أن يسعى ماكرون إلى مد اليد إلى باقي الأحزاب لقطع الطريق على اليمين المتطرف قبل الجولة الثانية من الانتخابات. وأفاد بأن المرشح ميلانشون طالب بعدم إعطاء أي صوت لمرشحة اليمين. 

انهيار "الديغولية"

ودعا ثلاثة مرشحين يساريين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى هم المدافع عن البيئة يانيك جاد، والشيوعي فابيان روسيل، والاشتراكية آن إيدالغو، فضلًا عن مرشحة اليمين فاليري بيكريس، صراحة ناخبيهم إلى التصويت لصالح ماكرون.

وقال الناطق باسم الحكومة غابريال أتال عبر إذاعة "فرانس انتر" اليوم الإثنين: "هذا الفوز يجب أن نعمل بجهد لتحقيقه، لأن الأمر غير محسوم". وكان ماكرون الذي دخل معترك الانتخابات متأخرًا، تعرض لانتقادات لأنه لم يخض حملة فعلية في الدورة الأولى.

وبعيد ذلك، قال جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني الذي تتزعمه لوبن، إنه على ثقة أن مرشحة اليمين المتطرف ستتلقى دعمًا في صفوف "نسبة 70% صوتت" ضد الرئيس المنتهية ولايته.

وينبغي على ماكرون ولوبن حشد الناخبين فيما طبعت نسبة امتناع كبيرة بلغت 25,14% الدورة الأولى مع انهيار تام للحزبين الرئيسين في الجمهورية الخامسة اللذين سجلا أسوأ نتيجة في تاريخهما مع حصول الديغولية بيكريس الفائزة بالانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي في الخريف الماضي على أقل من 5% من الأصوات، والاشتراكية إيدالغو على أقل من 2%.

وأضاف مراسل "العربي"، أن هذه الانتخابات أفرزت نهاية حزب كبير، وهو حزب "الجمهوريين الديغوليين"، نسبة للجنرال الفرنسي السابق شارل ديغول، وهو حزب يميني وسطي، والذي أعلنت رئيسته إفلاسها. 

استمالة ميلانشون

وسيضع المتأهلان إلى الدورة الثانية نصب أعينهم خصوصًا استمالة ناخبي المرشح ميلانشون، وقد كرر المسؤول الثاني في حركته أدريان كانتينز الموقف نفسه من عدم التصويت لليمين المتطرف، صباح اليوم الإثنين، مضيفًا أنّ "المسؤولية الكاملة لما سيحصل في الدورة الثانية تقع على عاتق الطرف الرئيس فيها، إيمانويل ماكرون".

وبدأت الإثنين مطاردة أصوات ناخبي اليسار. فشدد أتال صباح الإثنين على سجل ماكرون على الصعيد الاجتماعي، موضحًا: "لقد بذلنا الكثير من أجل تقليص التباين". لكن ماكرون يعاني صعوبة في التخلص من صورة "رئيس الأغنياء".

على الورق تتمتع مارين لوبن باحتياطي من الأصوات أقل بشكل ملحوظ عن ماكرون. فيمكنها الاعتماد على دعم مرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور الذي حصل على 7% تقريبًا من الأصوات. أما المرشح السيادي نيكولا دوبون-إينيان الذي حصل على 2% من الأصوات، فدعا إلى التصويت لمارين لوبن.

وتشكل المناظرة التلفزيونية محطة حاسمة في حملة الدورة الثانية التي تستمر أسبوعين. ففي عام 2017، أتت المناظرة كارثية للوبن التي بدت متوترة وغير ملمة جدًا بالملفات، ما أسهم في هزيمتها أمام ماكرون.

لكن لوبن خاضت حملة على الأرض منذ البداية ركزت خلالها على القوة الشرائية التي تمثل الشاغل الرئيس للناخبين، في حين أن إيمانويل ماكرون الذي انشغل بالحرب في أوكرانيا، لم يشارك كثيرًا في حملة الدورة الأولى.

وفوز لوبن سيمثل سابقة مزدوجة، فلم يسبق أن تولت امرأة الرئاسة الفرنسية، كما لم يحكم اليمين المتطرف البلاد من قبل.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close