ماهر ذياب الجازي.. الكشف عن تفاصيل جديدة حول حياة منفذ "عملية الكرامة"
لا تزال أصداء عملية الأردني ماهر الجازي في معبر اللنبي أو كما يعرف فلسطينيًا بمعبر الكرامة، تتواصل رغم مضي يومين على تنفيذها، إذ تشهد مدينة معان جنوب الأردن إقبالًا كبيرًا للمهنئين بشهادة الجازي في مضارب قبيلته الحويطات، كما تكشفت تفاصيل مهمة عن الشهيد قبل تنفيذه العملية.
وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام أردنية، أن زوجة الجازي كانت تدعو لمنفذ العملية بالرحمة قبل أن تعرف أن زوجها ماهر ذياب البالغ من العمر 39 عامًا، هو الشهيد المقصود، وذلك بعد تداول صورة جواز سفره عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاصيل جديدة لمنفذ عملية معبر الكرامة
وأفادت زوجة الجازي، أن ماهر وهو أب لـ6 أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 14 عامًا، كان قد أوصل حمولة مياه معدنية معبأة قبل 8 أيام إلى المعبر، وعاد إلى الحسينية بانتظار فحص حمولته وتفريغها عند الجانب الإسرائيلي.
وأضافت زوجته أنه في اليوم الذي سبق توجهه للجسر لاستلام الشاحنة، ذهب برفقة أخيه في رحلة بالبر إلى الصحراء الجنوبية، لصيد طيور الفري قبل العودة إلى البيت، ومع غروب يوم السبت، غادر إلى المعبر مثل كل مرة دون أن يلحظ أحد عليه شيئًا، وبعدها نفذ عمليته واستشهد.
من جانبهم، أفاد ذوو الجازي أن ابنهم انتقل للعمل في الشحن بعد 20 سنة من الخدمة العسكرية، وبالتحديد في الشرطة العسكرية الملكية، وبسبب حسن سيرته، أرسل ضمن بعثة للعمل في أمن السفارة الأردنية في الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر عام 2019.
من ناحيته، ذكر موقع "حبر" الأردني، أنه مع بدء الحرب على غزة، تابع ماهر مثل بقية إخوانه مشاهد المجازر على نشرات الأخبار، ولم يبد أي نية لتنفيذ عملية، ولم يتحدث كثيرًا ولا يذكر أهله أنه شارك في أي من المظاهرات دعمًا لغزة، ولم يعرف عنه أنه صاحب فورة غضب على المستوى الشخصي.
وعن السلاح المستخدم في العملية، قالت العائلة إن سلاحه مرخص واشتراه آخر خدمته في الجيش ويحتفظ به منذ سنوات.
وإثر ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لمقاطع فيديو تظهر توافد الأردنيين بأعداد كبيرة إلى بيت عزاء الجازي تضامنًا مع العائلة، كما رفعوا شعارات تؤكد وقوفهم مع المقاومة ورفضهم للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
"خير خلف لخير سلف"
وقال المحلل السياسي محمد الكويتي: "ماهر الجازي من عشيرة "مشهور الجازي" قائد معركة الكرامة الذي رفض وقف إطلاق النار قبل الهزيمة المطلقة للكيان الصهيوني، خير خلف لخير سلف".
أما الناشط السياسي خالد وليد الجهني، فقد قال: "الرصاصات التي وجهها الشهيد ماهر الجازي الحويطات لجنود العدو الصهيوني أصابت الاتفاقيات التطبيعية في مقتل".
من جهته، كتب جهاد: "اللي بشوف أعداد الناس من كل محافظات المملكة رايحة على بيت عزاء الشهيد ماهر الجازي، بتأكد إنه الأردن دولة شعبها صعب جدًا يفككه وصعب ينسيه قضيته ويحيده عنها.. الأردن وشعبها من الـ48 لليوم قضيته واحدة وحقيقية وهي قضية فلسطين حرة".
بينما كتب تامر معلقًا على العملية: "الشهيد ماهر الجازي هو عسكري سابق عمل في الشرطة الملكية، وتقدم لوظيفة سائق شاحنة في معبر الكرامة بعد تقاعده، وهذا ما يفسر إتقانه لاستخدام السلاح وإصاباته الدقيقة تحت الضغط وبشكل سريع.
يذكر أن جثمان الجازي لا زال محتجزًا لدى سلطات الاحتلال، حيث تطالب قبيلة الحويطات وأحزاب أردنية بتسليمه، بالمقابل صرحت وزارة الداخلية الأردنية بأنه يجري التنسيق بين الجهات المعنية لاستلام جثمان الجازي ليصار إلى دفنه في الأردن.