الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

ما بعد زيارة بيلوسي إلى تايوان.. غضب وتوتر ومناورات عسكرية صينية

ما بعد زيارة بيلوسي إلى تايوان.. غضب وتوتر ومناورات عسكرية صينية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" عن تداعيات زيارة بيلوسي إلى تايوان (الصورة: غيتي)
تعهدت الصين بالرد على زيارة بيلوسي إلى تايوان بأعمال "عقابية" وأعلنت عن مناورات عسكرية بعضها بالذخيرة الحية في مناطق عدة تحيط بالجزيرة.

دعا وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" اليوم الخميس إلى "ضبط النفس" محذّرين من أن التوترات المتزايدة بشأن تايوان قد تؤدي إلى "نزاعات مفتوحة".

فقد حذر وزراء "آسيان" في بيان مشترك عقب اجتماعهم في بنوم بنه من أي "عمل استفزازي"، مشددين على أن الوضع "يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.. وفي نهاية المطاف إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطيرة ونزاعات مفتوحة وعواقب لا يمكن التنبؤ بعواقبها بين القوى الكبرى".

مناورات عسكرية صينية

يأتي ذلك، بينما بدأت الصين إجراء أكبر مناوراتها العسكرية قبالة تايوان، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

وحطت بيلوسي في تايوان يوم أمس ضمن جولة آسيوية بدأت يوم الإثنين الفائت، في زيارة هي الأولى التي يجريها رئيس مجلس نواب أميركي منذ 25 عامًا.

وردًا على هذه الزيارة، تعهدت الصين بأعمال "عقابية" وأعلنت عن مناورات عسكرية بعضها بالذخيرة الحية في مناطق عدة تحيط بتايوان.

بدورهم، دعا وزراء خارجية مجموعة السبع الجيش الصيني إلى عدم تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان بالقوةّ، مضيفين في بيان أن تصعيد الصين على زيارة بيلوسي "يعرض المنطقة لعدم الاستقرار.. ولا مبرر للمناورات العسكرية في المنطقة".

كما ندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الخميس، بالمناورات العسكرية الصينية، ورأى في الوقت نفسه أنه "لا مبرر" لاستخدام زيارة بيلوسي للجزيرة "ذريعة للنشاط العسكري العدائي".

بدأت الصين إجراء أكبر مناوراتها العسكرية قبالة تايوان ردًا على زيارة نانسي بيلوسي - غيتي
بدأت الصين إجراء أكبر مناوراتها العسكرية قبالة تايوان ردًا على زيارة نانسي بيلوسي - غيتي

الأزمة الحقيقية.. بعد الزيارة

ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، ستبدأ الأزمة الحقيقية بشأن تايوان بعد عودة بيلوسي إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ إن التأثير الأكبر لهذه الزيارة سيستمر على مدى أسابيع وشهور وسنوات ما يرفع من حدة المنافسة بين واشنطن وبكين وقد يغير العلاقة بينهما إلى الأبد.

أما تايوان، التي تقع في منتصف الصراع الأميركي الصيني فتعد من النتائج الخارجية للزيارة بينما هناك نظير لها في الداخل الأميركي، فبيلوسي لم تنصت لمحاولات كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي إقناعها بتأجيل رحلتها.

فقد أمل مسؤولو الأمن القومي، تقليل أي سوء تقدير من شأنه أن يشعل مواجهة مع بكين توازي المواجهة الحالية مع موسكو، ما قد يؤدي إلى إذكاء نار عسكرية جديدة.

وداخليًا أيضًا، ينقسم الديمقراطيون أنفسهم حول التوافق بشأن زيارة بيلوسي، في مؤشر إضافي لصعوبة موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي.

هل تمهد المناورات لتصعيد عسكري نحو تايوان؟

ومن بكين، لم يستبعد الصحفي في مجموعة الصين للإعلام نادر رونغ هوان، أن تصعد الصين عسكريًا ضد تايوان باعتبارها نوعًا من رد الفعل الحازم على هذه الخطوة التي غيرت الوضع الحالي.

في الوقت عينه، يشير هوان في حديثه مع "العربي" إلى أن الصين تحلت بالصبر خلال وجود بيلوسي في تايوان ولم تقم بأي عمل عسكري ضد تايبيه "حفاظًا على السلام والاستقرار في المنطقة"، إلا أن الغضب الشعبي في الداخل الصيني استدعى الرد في مضيق تايوان.

تعهدت الصين بأعمال "عقابية" وأعلنت عن مناورات عسكرية بعضها بالذخيرة الحية في محيط تايوان - غيتي
تعهدت الصين بأعمال "عقابية" وأعلنت عن مناورات عسكرية بعضها بالذخيرة الحية في محيط تايوان - غيتي

زيارة بيلوسي ذريعة أم النقطة التي أفاضت الكأس؟

وعن احتمال أن تكون زيارة بيلوسي ذريعة تنتظرها الصين للقيام بعمل عسكري ضد تايوان، فيرى الصحفي الصيني أن بكين لم تكن تريد تغيير الوضع الحالي في المنطقة، لذلك وجهت تحذيراتها إلى الإدارة الأميركية قبيل وصول رئيسة مجلس النواب.

وتابع هوان: "إصرار الولايات المتحدة على هذه الزيارة أعطى هذه الفرصة للصين لا سيما بعد بروز تضامن كبير داخليًا بين الصينين وخروج مسيرة احتجاجية في تايوان.. ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرارات تحافظ على كرامة الأمة".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close