لا يلغي توزيع العيدية في عيد الفطر تقليد توزيعها من جديد في عيد الأضحى. فالكبار يحضرونها والصغار ينتظرونها ومعها تكتمل فرحة العيد.
وتوزيع العيدية يتم بطرق مختلفة فمنها العينية ومنها المالية. وقد توزّع في العيد فرادة أو في اللمّات العائلية الحاشدة، حيث ينال الصغار حصتهم التي تختلف قيمتها في بعض المجتمعات تبعًا لعدة عوامل من بينها فارق السنّ.
أما أولئك الذين نال منهم الكبر، ولم يبلغوا بالضرورة مرحلة الشيخوخة، لكن قطار العيدية فاتهم، فتراهم يستعيدون الذكريات ويتحسّرون على ما فات.
لكن ما أصل العيدية وهل ارتبطت حصرًا بعيدَي الفطر والأضحى؟
يعيد البحث عن أصل العيدية المهتمين إلى مصر خلال العصر الفاطمي الذي امتد بين القرنين العاشر والثاني عشر الميلادي، وذلك وفق ما تم تدوينه وتداوله بما في ذلك ما ورد في كتاب المعز لدين الله.
أصل العيدية
لكن في حقبة هذا الخليفة الذي حكم مصر لم تكن العيدية هدية تقدم في العيد، ولا طعامًا أو حلوى أو نقودًا أو حتى لعبة يبتهج بها الأطفال.
وفي حقيقة الأمر، فإن الهدف من التقديمات التي تم إقرارها وتوزيعها في تلك الفترة لم يكن سوى استمالة قلوب المسؤولين والعامة لصالح الخليفة الذي كان في بداية حكمه.
وما عُرف حينها بـ"الرسوم" شمل إلى جانب النقود الهدايا، وقد طالت العطايا في ذلك الوقت رجال الدولة وعموم المواطنين.
لاحقًا، وإن اختلف مفهوم التقديمات من السلطة إلى الشعب تباعًا، وتوسّع في جوانب واندثر في أخرى، إلا أن الأمر أخذ صيغة أخرى و"دائمة" على ما يبدو على الصعيد الشعبي.
فالعيدية تحوّلت إلى تقليد أساسي في صبيحة العيد، ومع انتشارها في المجتمعات الإسلامية اكتسبت تسميات محلية من بينها "المهبة" في تونس و"عسب العيد" في اليمن.
