الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

ما هي خلفيات الأزمة السياسية المتفجرة في العراق؟

ما هي خلفيات الأزمة السياسية المتفجرة في العراق؟

Changed

نافذة إخبارية حول الأزمة المتصاعدة في العراق (الصورة: غيتي)
جاءت الاضطرابات الأخيرة في العراق بعد تسعة أشهر من الجمود السياسي والمشاحنات والاتهامات التي أعاقت تشكيل حكومة.

يعاني العراق أسوأ وأطول أزمة سياسية منذ سنوات. وفي قلب هذا الصراع المحموم يقف السياسي العراقي مقتدى الصدر وكتلة منافسة من الأحزاب ذات العلاقات القوية مع إيران المجاورة.

واقتحم أنصار الصدر مرتين الأسبوع الماضي المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، والتي تضم مبانٍ حكومية وسفارات غربية، ونظموا يوم الأحد اعتصامًا طويلًا داخل البرلمان.

شرخ سياسي

ورغم أنهم يحتجون ضد ترشيح محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن هذه الاحتجاجات تمثل أيضًا شرخًا سياسيًا عميقًا يتفاقم بين الكتل الشيعية المتنافسة في العراق، بحسب شبكة "سي أن أن" الأميركية.

ونقلت الـشبكة عن أستاذ السياسة في جامعة بغداد ورئيس المركز العراقي للفكر السياسي إحسان الشمري، قوله: "إن إيران ستكون طرفًا في هذا الصراع".

واعتبر أن "الصدر يدرك أن إيران يمكن أن تكون هي التي تدفع الإطار التنسيقي لمحاولة تضخيم نفوذها في المشهد السياسي في العراق".

وبحسب تقرير الشبكة، "فإن الإطار التنسيقي هو كتلة متحالفة مع إيران وتعارض الصدر، وتضم سياسيين على صلة بطهران، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتشمل أيضًا الجماعات شبه العسكرية المدعومة من إيران".

الانتخابات البرلمانية المفصلية 

وجاءت الاضطرابات الأخيرة بعد 9 أشهر من الجمود السياسي والمشاحنات والاتهامات التي أعاقت تشكيل حكومة بعد أن ظهر الصدر باعتباره الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقد هدد فوز الصدر بتهميش الكتل الشيعية المتحالفة مع إيران التي هيمنت على السياسة العراقية لعقود.

وفيما وصف بأنه "تحول جذري" في السياسة العراقية، طلب الصدر من كتلته السياسية الاستقالة من البرلمان في يونيو/ حزيران الماضي بعد أن فشل في التعاون مع الكتل المعارضة.

وظهرت قوة الصدر في قدرته على حشد المؤيدين في الشوارع بأعداد كبيرة. وفي خطوة تصعيدية محتملة، دعا الإطار التنسيقي يوم الأحد المتظاهرين إلى النزول إلى الشوارع في اليوم التالي قبل أن يدعو أنصاره لكي يعودوا أدراجهم. 

ونقلت "سي أن أن" عن رانج علاء الدين، الزميل غير المقيم في برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، وهو مؤسسة فكرية في واشنطن، قوله: "النظام السياسي في العراق على شفا انهيار لا يمكن إصلاحه والبلاد تتجه نحو حرب أهلية بين الصدر وخصومه المتحالفين مع إيران".

موقع إيران من الصراع العراقي

وبحسب "سي أن أن"، يرى البعض أن "المأزق السياسي الحالي متجذر بعمق في مستوى نفوذ إيران على جارتها، فيما لا يعتقد البعض الآخر أن إيران هي التي تقود الصراع".

وبينما يقف الصدر منذ سنوات ضد كل من إيران والولايات المتحدة، لم يكن رجل الدين دائمًا يتخذ موقفًا ثابتًا تجاه طهران.

وكان الصدر، الذي كان سابقًا هاربًا من القوات الأميركية التي سعت إلى إلقاء القبض عليه في العراق، مختبئًا في إيران منذ عام 2007. وعاد إلى العراق في عام 2011 بعد إبرام صفقة مع الحكومة العراقية التي كانت في السلطة في ذلك الوقت.

أبعد من ترشيح السوداني

وعندما اقتحم المتظاهرون البرلمان لأول مرة قبل نحو أسبوع، كانوا ينددون بترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء، وهو مرشح قدمه الإطار التنسيقي لكن يزعم البعض أنه حليف للمالكي المتحالف مع إيران.

لكن الشمري يعتبر أن المشاكل الحقيقية تتجاوز ترشيح السوداني، مضيفًا أن الاستياء يتركز في المقام الأول حول ما يُنظر إليه على أنه محاولات للكتل المتحالفة مع إيران لعزل الصدر واستبعاده من السياسة.

ودعا الصدر، في بيان على تويتر، السياسيين إلى الاستماع لمطالب المحتجين، قائلًا إن هناك الآن "فرصة ذهبية لإنهاء الفساد والظلم".

وكان التيار الصدري قد طلب اليوم الثلاثاء من المعتصمين من أنصاره داخل البرلمان العراقي، الانسحاب منه والتمركز في محيطه، بعد يومين متتاليين من الاعتصام داخل مقر البرلمان للمطالبة بحله وإجراء انتخابات مبكرة، 

وقال الشمري للشبكة: "هذه أطول أزمة سياسية في العراق منذ 2003". وأضاف أنه حتى لو تم حلها، فلا يُرجح أن تكون آخر أزمة تواجه البلد النفطي.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close