يُجري الرئيس الأميركي دونالد ترمب مكاملة هاتفية اليوم الإثنين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بهدف "وقف حمام الدم" في أوكرانيا، بعد محادثات غير مثمرة في اسطنبول بين كييف وموسكو.
ورجّح المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أنّ يكون الاتصال بين ترمب وبوتين "ناجحًا جدًا"، موضحًا أنّ الإدارة الأميركية نجحت في تضييق الفجوة بين أوكرانيا وروسيا.
وقال ويتكوف لشبكة "إي بي سي" الإخبارية، إنّ "المذبحة في أوكرانيا يجب أن تنتهي"، مؤكدًا ضرورة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار و"سلام نهائي" بين موسكو وكييف.
مباحثات أوروبية- أميركية
من جهتهم، استبق قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا الاتصال الهاتفي بين ترمب وبوتين، لدعوة الرئيس الأميركي إلى ضرورة فرض عقوبات على روسيا.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مساء الأحد، إنّ الزعماء بحثوا في اتصال هاتفي مشترك مع ترمب، "الوضع في أوكرانيا والكلفة الكارثية للحرب على الجانبين، والحاجة إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار، وأن يأخذ الرئيس بوتين محادثات السلام على محمل الجد".
وأشار المتحدث إلى أنّ الزعماء ناقشوا أيضًا "اللجوء إلى العقوبات إذا فشلت روسيا في الانخراط بشكل جدي في وقف إطلاق النار ومحادثات السلام".
بدوره، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأحد، إنّ "الأوروبيين والأميركيين عازمون على العمل معًا بطريقة مستهدفة، حتى تنتهي هذه الحرب الرهيبة بسرعة".
وأضاف: "لقد أحرزنا بعض التقدم في الأيام الأخيرة، وطرفا الصراع يتحدثان".
وبعد اتصاله ببوتين، أعلن ترمب أنّه سيُجري محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مُعربًا عن أمله في أن "يكون يومًا مثمرًا، وأنّ يتم وقف إطلاق النار، وأن تنتهي هذه الحرب العنيفة جدًا التي لم يكن ينبغي أن تحدث أبدًا".
زيلينسكي يدعو لفرض عقوبات على روسيا
من جهته، بحث زيلينسكي في احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بعد قداس بدء حبرية البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان الأحد.
وكتب زيلينسكي في منشور على منصّة "إكس" عقب الاجتماع: "ناقشت مع دي فانس وروبيو المحادثات في اسطنبول حيث أرسل الروس وفدًا منخفض المستوى لا يتمتع بصلاحيات اتخاذ القرارات، وأكدتُ استعداد أوكرانيا للانخراط في دبلوماسية حقيقية، وشددتُ على أهمية وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط في أقرب وقت ممكن".
وأضاف زيلينسكي: "كما تطرّقنا إلى ضرورة فرض عقوبات على روسيا، والتجارة الثنائية، والتعاون الدفاعي، والوضع في ساحة المعركة، وعمليات مستقبلية لتبادل الأسرى".
وشدد الرئيس الأوكراني على الحاجة إلى فرض عقوبات على روسيا، والضغط المستمر عليها حتى تصبح مستعدة لوقف الحرب.
أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة
وتزامنت هذه التحركات الدبلوماسية المكثّفة، مع شنّ القوات الروسية أكبر هجوم بالطائرات المسيرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب عام 2022، وبعد فشل أول محادثات مباشرة بين موسكو وكييف منذ سنوات في التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي بُثّت الأحد، قال بوتين إنّ هدف موسكو هو "القضاء على الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة، وإنشاء الظروف اللازمة لسلام دائم وضمان أمن روسيا"، من دون الخوض في التفاصيل.
ويتمسّك الكرملين بأنّ تتخلّى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى "الناتو"، وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيًا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، وأن تتوقّف شحنات الأسلحة الغربية.
وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة، وتُطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من أراضيها.