الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

مبادرة "بيروت للتراث".. كيف استعاد اللبنانيون هوية المدينة بعد انفجار المرفأ؟

مبادرة "بيروت للتراث".. كيف استعاد اللبنانيون هوية المدينة بعد انفجار المرفأ؟

Changed

"العربي" يواكب مبادرة "بيروت للتراث" لإعادة ترميم منازل تضررت في انفجار المرفأ عام 2020 (الصورة: غيتي)
لا تزال بيروت تلملم آثار انفجار المرفأ في 2020 لا سيما في المناطق المتضررة منه والتي تضم عددًا كبيرًا من الأبنية التراثية التي حملت هوية العاصمة وملامح حقباتها التاريخية.

تشهد العاصمة اللبنانية بيروت حملة لترميم الأبنية التراثية التي تضررت يفعل انفجار مرفأ المدينة صيف عام 2020، لاسيما في المناطق الأكثر تضررًا كالجميزة والأشرفية والمدور، وهي المناطق الملاصقة لمكان الانفجار الضخم.

وفي الرابع من أغسطس/ آب من ذاك الصيف، تسبب اشتعال أطنان من نترات الأمونيوم داخل أحد عنابر المرفأ بانفجار هائل، دمر مساحات كبيرة من العاصمة والمناطقة المحاذية للمرفأ، وهي التي تتضمن أكثرية الأبنية القديمة في بيروت، والمشيدة منذ الحقبة العثمانية وخلال الاستعمار الفرنسي. 

"بيروت للتراث"

وتم إنشاء مبادرة بعنوان " بيروت للتراث" لجمع الأموال بغية ترميم تلك الأبنية التي تحمل هوية العاصمة، لا سيما في ظل ظروف اقتصادية صعبة وأزمة مالية تاريخية.

وأكد العضو في تلك المبادرة، المهندس المعماري فضل الله داغر، في حديث إلى "العربي"، أن أولوية العمل إحصاء المباني الآيلة للسقوط والتي بلغ عددها عند الانفجار 49 مبنى. 

ولفت إلى أن الأمر كان بداية عملًا تطوعيًا بحتًا، و"شعرنا بأننا وحدنا في المهمة قبل أن تنهال المساعدات الخارجية".

بدورها قالت رولان الحداد، الاستشارية لدى المديرية العامة للآثار إن قرار هدم أي مبنى متضرر من عدمه يعود إلى تقدير الخطر على السكان المتواجدين فيه.

الحداد أكدت أن نسبة كبيرة من تلك الأبنية رُممت بجهود محلية من قبل جمعيات غير حكومية، أخذت على عاتقها مهمة إعادة ترميم تلك الأبنية التراثية والمحافظة عليها، لترسيخ هوية بيروت وأحيائها، كاشفة أن حوالي 60 مبنى تراثيًا لم يتم ترميمه بعد، كون نسبة كبيرة منها مهجورة، وهذا ما يمنع اللجنة من التدخل، بسبب شح التمويل حاليًا. 

كم عدد المباني؟

وأوضحت مسؤولة المشاريع الميدانية في مبادرة "بيروت للتراث"، ياسمين مجذوب، أن المبادرة قطعت شوطًا لا بأس به في ترميم تلك الأبنية التراثية، مشددة على أن انفجار صيف عام 2020 طال منطقة تضم حوالي 1600 مبنى تراثيًا، ومنها الأبنية الحديثة التراثية الطابع والتي شيدت ما بين 1945 و1975، أما المباني القديمة فتعود لأواخر القرن الثامن عشر، وقد جرى ترميم 70% من مجمل تلك الأبنية.

المسؤولة في المبادرة أكدت في حديثها إلى "العربي" أن انهيار العملة المحلية أثر سلبًا على الجهود في عمليات الترميم، كون السلع والبضائع المستعملة في تلك العمليات يجري تسعيرها بالدولار الأميركي.

يذكر أن العملة المحلية فقدت أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، في انهيار مالي بدأ خريف عام 2019.

خطة العمل

مجذوب أشارت إلى صعوبات تجلت أمام المبادرة تكمن في فقدان حرف الترميم، بسبب عدم الاهتمام بها أو الإقبال عليها، ما تسبب بنقص كبير في اليد العاملة بهذا المجال، الأمر الذي دفع مسؤولي مبادرة "بيروت للتراث" إلى تدريب عاملين جدد، لتأهليهم في هذه العملية.

وكشفت أن الخطة التي اعتمدتها المبادرة تضمنت ثلاث مراحل من العمل، فكانت أولًا عملية التدخل الطارئ، والتي تضمنت تدعيم الأبنية المتضررة بشدة لمنع سقوطها، أما المرحلة الثانية فتمثلت بالترميم الجزئي للأبنية المشيدة بثلاثة قناطر، وهي أبرز عناصر البناء التراثي في لبنان، أما الخطة الثالثة فتجلت بالترميم الكلي والشامل.

ولحظت المبادرة في عملها خطة طويلة الأمد تكمن في المحافظة على الأبنية التراثية لمدينة بيروت، على نطاق واسع يتخطى حدود المناطق المتضررة من انفجار مرفأ بيروت، بل يتخطاها ليطال أقضية ومحافظات عدة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close