بالقمصان "العنابية" والحماسة العالية ظهر أفراد "رابطة المشجعين العرب" بقوة في افتتاح مونديال قطر 2022، خلال مباراة المنتخب القطري والإكوادوري التي انتهت بفوز الأخير (2-0).
ولفت مشجعو "الرابطة" الأنظار إليهم بفضل هتافاتهم، وأساليبهم المتنوعة في التشجيع، في تجربة هي الأولى من نوعها في تاريخ البطولات العالمية بين المشجعين العرب.
فقد اجتمعت وجوه لها باع طويل في قيادة المدرجات من مختلف البلاد العربية لتكوين هذه "الرابطة الجماهيرية العربية" دعمًا للمنتخبات العربية المشاركة في المونديال، وتحديدًا قطر، وتونس، والسعودية، والمغرب.
"رابطة المشجعين العرب"
وستكون هذه الجماهير مواكبة لمباريات المنتخبات العربية كافة، ولا سيما مع وجود عدد من روابط مشجعي الأندية التونسية الشهيرة، والتي تواكب "نسور قرطاج"، وكذلك روابط جماهير الأندية السعودية كالهلال والاتحاد، بالإضافة إلى جماهير الأندية المغربية الشهيرة في العالم العربي.
وقد انضمت كل تلك الجماهير إلى المشجعين العرب المقيمين في الدوحة، والذين سجلوا شراء عدد تذاكر لافت، حيث كانت السعودية الدولة الثالثة في عدد شراء تذاكر المونديال، بعد الولايات المتحدة، وفق الأرقام التي سجّلها الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبحسب فيصل التميمي صاحب المبادرة لإنشاء الرابطة الجماهيرة الموحدة، فإنّ الإقبال الجماهيري على المشاركة في هذه المبادرة فاق كل التوقعات، حيث كان الهدف بادئ الأمر أن يصل عدد المشاركين إلى 5 آلاف مشجع كحد أدنى و20 ألفًا كحد أقصى، إلا أن التجاوب الجماهيري كان كبيرًا من داخل قطر ومن خارجها للانضمام لهذه المبادرة.
وأوضح التميمي أن الرابطة سعت إلى استضافة عدد من الضيوف العرب المهمين الذين كان لهم دور بارز في تشجيع منتخباتهم على مدى 30 أو 40 سنة سابقة كتكريم لهم ليتواجدوا في هذه المبادرة.
الأعلام العربية حاضرة في مونديال قطر
وحضرت أعلام الدول العربية كافة على مدرجات "البيت"، ولا سيما العلم الفلسطيني، كذلك العلم الجزائري رغم غياب "مقاتلي الصحراء" أبطال كأس العرب عن المونديال.
وفي هذا السياق، قال التميمي: "إن الرابطة تضم مختلف الجماهير العربية لتثبت للعالم أن الوطن العربي شعبيًا وجماهيريًا متكاتف ومتجانس، وموحد ويقف تحت راية واحدة في تشجيع المنتخبات العربية الأربعة في المونديال".
وفي ظلّ جو موحد من الألفة والتقارب بين المشجعين العرب، خاضت الرابطة قبل انطلاق المونديال تدريبات وبروفات تنظيمية، بقاعة لوسيل الرياضية.
وقد نالت الرابطة موافقة وزارة الشباب والرياضة القطرية على منحها القاعة، ليفوق الحضور التوقعات ويسجل المشجع العرب حضورًا بالآلاف بعدما كان متوقعًا حضور 1500 مشجع كحد أقصى.
ومن لبنان، كانت مشاركة قياديي مشجعي نادي النجمة صاحب الشعبية الجارفة مميزة نظرًا لباعهم الطويل في التشجيع والذي يعد ظاهرة في الوطن الصغير، قياسًا للعدد السكاني الذي يصل حد 6 ملايين نسمة تقريبًا.
وكان التميمي قد أكد أن رابطة الجمهور العربي ستستقبل ضيوف الشرف، وهم أساسًا رؤساء روابط جماهير في الدول العربية معروفون تاريخيًا، وسيكون لهم دور في التشجيع، لافتًا إلى أن هذه المبادرة تلقت الدعم المادي من المؤسسات الأهلية حتى يكون لها صدى أكبر.
وأضاف هؤلاء أشكالًا جديدة ومميزة من التشجيع في الرابطة، وساهموا في المبادرة العربية، حيث تم تدريب المشجعين على الهتافات والأغاني، والحركة الجماهيرية والتصفيق والإيقاعات على الآلات الموسيقية.