شهدت مباراة كرة قدم في تونس بين ناديي الإفريقي والترجي مساء أمس الأحد على ملعب حمادي العقربي في مدينة رادس، فوضى عارمة وشغبًا جماهيريًا ومواجهات مع الشرطة التي اضطر أفرادها لإطلاق قنابل مسيلة للدموع.
واندلعت الأحداث بعد قرابة 10 دقائق من انطلاق الشوط الثاني، حيث قامت جماهير النادي الإفريقي بإشعال أعداد كبيرة من الشماريخ، ما أدى إلى توقف اللعب في مناسبة أولى، بسبب رمي بعضها على أرضية الملعب وتعذر الرؤية على اللاعبين، نتيجة كثافة الدخان.
وتعتبر المباراة "ديربي" في العاصمة، وقد استطاع الترجي حسمها أمام الإفريقي، ضمن ختام الجولة الثامنة من منافسات مرحلة التتويج للبطولة التونسية (الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم)، ليقطع بالتالي خطوة ثمينة نحو التتويج.
"الحرب" خلال مباراة الترجي والإفريقي
وفاز الترجي بنتيجة 2-1، حيث كان متقدمًا بهدفين حين اضطر الحكم العراقي أحمد كاظم، لوقف اللعب في الدقيقة 54، حين حُجبت الرؤية جراء الشماريخ في أرض الملعب.
وتوقفت المباراة من جديد، قبل نهايتها بعد اضطرار الشرطة لاستعمال الغاز المسيل للدموع، قبل المواجهات مع جماهير الإفريقي، حيث انتشرت على مواقع التواصل، صور لمصابين تم نقلهم لتلقي الإسعافات الأولية نتيجة الاختناقات.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المواجهات بين الجماهير والشرطة امتدت حتى خارج الملعب، وقد أصيب أحد المشجعين إصابة بالغة جراء التدافع.
وأثارت الفوضى وأعمال الشغب، حفيظة مدرب الترجي، البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي وصف المباراة بـ"الحرب"، وقال إن ما حدث يشكل "خطرًا على حياة الأشخاص وعنفًا، وهي كلها سلوكيات بعيدة عن كرة القدم والمنافسة بين الفرق".
وتابع كاردوزو وفق ما نقل موقع "بوابة تونس": "كان من الأفضل أن تتوقف المباراة وألا يتواصل اللعب بذلك الشكل، في تلك الظروف غير الملائمة"، مستنكرًا تعرّض مساعده للإصابة على مستوى الرأس بسبب المقذوفات. وتحدّث كاردوزو عن أنه لا يمكن أن يواصل التدريب إذا استمرت أوضاع كرة القدم في تونس على ما هي عليه.
وسأل كاردوزو: "كيف يمكن أن نطالب بوقف العنف ضد الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، نشهد كل أنواع العنف في المدارج بسبب مقابلة كرة قدم؟ هذا يسيء لتونس، ولا يجعل الرياضة التونسية تتطور".
تفوق الترجي
وكان الترجي متصدر الترتيب رفع رصيده إلى 20 نقطة ونجح في تجاوز إخفاقه على المستوى القاري، بعدما فرّط في اللقب الإفريقي بخسارته أمام الأهلي المصري السبت الماضي في القاهرة بنتيجة 1-0، في إياب نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا، ليبتعد عن أقرب ملاحقيه الاتحاد المنستيري بفارق 5 نقاط قبل جولتين من نهاية السباق، أي أن نقطة واحدة تكفيه لحصد اللقب.
وقال موقع "وين وين" إن النتيجة، عجّلت برحيل المدرب منذر الكبير وتعويضه بشيخ المدربين التونسيين فوزي البنزرتي الذي استهل مشواره مع الفريق بفوز معنوي على النادي القربي (2-1) في إطار الدور ثمن نهائي مسابقة كأس تونس؛ لكنه فشل في تحقيق الفوز ضد الترجي في ديربي العاصمة.
