تواصل المتحورة الجديدة من فيروس كوفيد-19 "أوميكرون" التي انطلقت من جنوب إفريقيا انتشارها بين القارات رغم فرض العديد من الدول قيود سفر جديدة.
وقبل ساعات أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، انتشار المتحورة في 23 دولة وهو أمر وصفه بـ"الخطير للغاية".
وتضم قائمة تلك الدول إضافة إلى جنوب إفريقيا التي أعلنت أن المتحورة الجديدة أصبحت السائدة فيها، كلًا من بوتسوانا ونيجيريا وبريطانيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والنمسا وبلجيكا والبرازيل وجمهورية التشيك.
كما رُصدت المتحورة في كل من فرنسا وألمانيا وهونغ كونغ وإسرائيل وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وإسبانيا والبرتغال والسويد وكندا والدنمارك.
"أوميكرون" تواصل الانتشار في الدول
لكن دولًا أخرى أعلنت تسجيل إصابات بالمتحورة حديثًا. فقد أعلنت الإمارات العربية المتحدة الأربعاء تسجيل أول إصابة بالمتحور أوميكرون. وأوضحت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن الحالة المسجلة لسيدة إفريقية قادمة من بلد إفريقي مرورًا بدولة عربية.
وكانت السعودية قد رصدت أيضًا الأربعاء، أول إصابة مؤكدة بـ"أوميكرون" لدى مواطن سعودي وصل من إحدى دول شمال إفريقيا.
كذلك تأكدت إصابة أولى بالمتحوّرة في الولايات المتحدة لدى وافد من جنوب إفريقيا، وفق ما أعلنت السلطات الصحية الأميركية الأربعاء.
وقالت المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها في بيان: "إن هذا الشخص خضع لفحص في كاليفورنيا وجاءت نتيجته إيجابية".
وأضافت أنه "ملقّح بشكل كامل وكانت تظهر عليه أعراض خفيفة في طور التحسّن". وأوضحت أنه يلزم حجرًا صحيًا ولا تزال نتائج فحوصه إيجابية لجهة الإصابة بكوفيد-19.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت يوم الإثنين إن متحور "أوميكرون" الذي وصفته عند رصده قبل أسبوع بأنه "متحور مثير للقلق"، سينتشر على الأرجح في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أنه يشكل خطرًا كبيرًا للغاية من حيث مساهمته بارتفاع حالات الإصابة وهو ما سيكون له "عواقب شديدة" في بعض الأماكن.
الإغلاق "غير عادل وغير فعّال"
وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أن إغلاق دول عدة حدودها بسبب تفشي المتحوّرة الجديدة أوميكرون من فيروس كورونا هو أمر "غير عادل وغير فعّال"، داعيًا إلى إجراء فحوص للمسافرين.
وقال في مؤتمر صحافي: "مع فيروس يتخطى الحدود فعلًا، فإن القيود على السفر التي تعزل دولة أو منطقة ليست فقط غير عادلة وعقابية، إنما هي أيضًا غير فعّالة". وندّد بلوم إفريقيا لأنها لم تلقّح عددًا كافيًا من سكانها معتبرًا ذلك "فضيحة".
وفي إشارة إلى جنوب إفريقيا التي أبلغت عن ظهور أوميكرون في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وأُغلقت حدود دول كثيرة أمام رعاياها، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "إنه لا ينبغي معاقبة الدول بشكل جماعي على كشفها وتبادل معلومات علمية وصحية مهمة مع العالم". وكرّر أنه أمر "غير عادل" و "غير أخلاقي".
"وصمة عار غير مبررة"
كما ندّد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد من جانبه بـ"وصمة العار غير المبررة" للقارة الإفريقية.
وأسف قائلًا: "لكونها شفافة (...) واجهت منطقة إفريقيا الجنوبية بأكملها عقوبات" مستشهدًا بإغلاق الحدود أمام مواطنيها. وقال: "إن أقل من 6% من الأفارقة تم تطعيمهم"، داعيًا إلى التضامن الدولي لزيادة حمايتهم.
ودعا أنطونيو غوتيريش جميع الحكومات إلى "التفكير بدلًا من ذلك في إخضاع المسافرين لفحوص متكررة فضلًا عن إجراءات أخرى مناسبة وفعالة حقًا". وأضاف: "هذه هي الطريقة الوحيدة للحد من مخاطر انتقال العدوى مع السماح بالسفر والمشاركة الاقتصادية".