السبت 17 مايو / مايو 2025

متخصصون يحذرون.. ترويج للنحافة المفرطة عبر تيك توك يثير القلق

متخصصون يحذرون.. ترويج للنحافة المفرطة عبر تيك توك يثير القلق

شارك القصة

الترويج للنحافة المفرطة
في فرنسا، يعاني نحو مليون شخص من فقدان الشهية العصبي أو الشره العصبي، أو اضطراب الشراهة في تناول الطعام- غيتي
الخط
أُطلقت فتيات تعليمات متطرفة عبر تيك توك تدعو للتحكم بالأنظمة الغذائية وخفض الأكل المستهلك ما يدفع لاضطرابات غذائية.

ينتشر عبر منصة "تيك توك" محتوى عنيف وخطر مرفق بوسم #سكيني توك (#skinnytok)، هو عبارة عن تعليمات متطرفة تطلقها فتيات وتدعو إلى التحكم بالأنظمة الغذائية وخفض كميات الأطعمة المُستهلكة بشكل كبير، ما قد يفاقم الاضطرابات الغذائية، وفق متخصصين في المجال.

وتحوز أحاديث فتيات شابات يدعون للنحافة الشديدة على رواج منذ أشهر عبر منصة تيك توك، ومنها "أنت لست قبيحة، أنت فقط سمينة"، و"معدتك لا تقرقر، بل تصفق لك"، و"متعة موقتة، ندم أبدي".

ويعيد هذا الاتجاه إلى الأذهان الحركة المدمرة "pro-ana" (المروجة للأنوركسيا أو فقدان الشهية العصابي) في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، والتي كانت منتشرة على نطاق واسع عبر "سكاي بلوغ".

ويقول بيار ديشلوت، وهو طبيب وأستاذ متخصص في التغذية في مستشفى جامعة روان في غرب فرنسا "إنّهم أشخاص يعانون من اضطرابات غذائية، يصبحون سفراء لسوء التغذية وينخرطون في الدعوة غير الصحية نحو تصرّفات تؤدي إلى فقدان الشهية".

"الشعور بالذنب"

وبالإضافة إلى مشاركة صور أجسامهنّ التي تُظهر بوضوح معاناتهن من سوء تغذية، وممارساتهن الرياضية المفرطة، ووجباتهن الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، تسعى الشابات إلى جعل مَن يفشلن في تقييد أنفسهنّ بما يقدّمنه على أنه نمط حياة صحي، يشعرن بالذنب.

ويقول أوغو ساودي، وهو طبيب نفسي متخصص في الاضطرابات الغذائية: "يطلقن تعليقات صادمة ومهينة جدًا وتركز كثيرًا على الإحساس بالعار الذي قد يشعر به الأشخاص الذين يتعرضون لهذا المحتوى".

وفي فرنسا، يعاني نحو مليون شخص من فقدان الشهية العصبي، أو الشره العصبي، أو اضطراب الشراهة في تناول الطعام، وتحديدًا النساء في سن 17 إلى 25 عامًا.

ولمكافحة خطر "التأثير على الفتيات المراهقات الأخريات"، أطلقت شارلين بيغيس، وهي ممرضة متخصصة في الاضطرابات الغذائية، عريضة لتنبيه السلطات العامة.

وتستقبل بيغيس مريضاتها اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 13 و18 عامًا، باكيات ويخبرنها أنّهنّ يقضين ساعات في مشاهدة هذا النوع من مقاطع الفيديو.

وتقول إن "وسائل التواصل الاجتماعي تصعّب الأمر، فعدم التحرّك لم يعد خيارًا".

وبعد سماع تحذيرها، تواصلت وزيرة الشؤون الرقمية الفرنسية كلارا شاباز مع الهيئة التنظيمية للإعلام والمفوضية الأوروبية، مؤكدة أنها "لن تسمح للمنصات بالتنصّل من مسؤولياتها".

"تعريض الحياة للخطر"

وبالإضافة إلى النقص في الاعتدال، يُتهم نظام خوارزمية تيك توك باحتجاز الشباب في فقاعات الفلاتر.

ويقول ديشلوت: "هناك تأثير كرة الثلج، إذ أي شخص يصادف منشورات مؤيدة لفقدان الشهية - سواء عن قصد أو لا - يجد نفسه محاصرًا في سلسلة من المحتوى السيئ الذي يغذّي ميلًا بالهوس تجاه صورة الجسم".

وعلى الرغم من أن أسباب اضطرابات الأكل متعددة، إلا أن هذا المحتوى قد يجعل الأشخاص المعرضين أصلًا للخطر، أضعف.

ويقول ساودي "إنّ هذه الفيديوهات قد تسبب صعوبات للأشخاص الذين لديهم أصلًا مخاوف بشأن نظامهم الغذائي وأجسامهم، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى تفاقم مشاكل مَن يعانون أمراضًا".

والخطر مرتفع جدًا لمن هنّ في طريقهنّ للتعافي. وتقول اختصاصية التغذية آن لور لارات "إنه أمر خطير جدًا؛ لا يتعافى المرء من اضطرابات الأكل بين عشية وضحاها، بل يحتاج إلى سنوات من العمل التي قد تذهب سدى بسرعة".

ملايين المشاهدات

وتعتبر اضطرابات الأكل مدمرة جدًا، ويمكن أن تسبب مشاكل خطرة خصوصًا في القلب أو الخصوبة، وتشكل ثاني سبب رئيسي للوفاة المبكرة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، بحسب التأمين الصحي الفرنسي.

وتقول شارلين بويغ التي لديها صفحة عبر إنستغرام تحمل اسم "او كور دي تي سي آ" aucoeurdestca "يُستهان بسوء التغذية، بل ويُمجَّد. تحصد مقاطع فيديو لفتيات يجعلن أنفسهنّ يتقيأن ملايين المشاهدات، رغم أنهنّ يُعرِّضن أنفسهن لخطر السكتة القلبية".

ومنذ أزمة كوفيد، تواصل طلبات العلاج من اضطرابات الأكل الارتفاع، وتبين أن الرعاية المتاحة غير كافية، بحسب ديشلوت الذي يشير إلى "أسابيع وحتى أشهر من الانتظار".

ويرى أنّ "الوقت حان" لوضع "حدود" لما يتم التداول به عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن تيك توك اعتمد رسالة وقائية سرية لا يمكن معاينتها إلا من خلال البحث عن وسم #skinnytok، فإن شارلين بويغ غالبًا ما تنصح مريضاتها بحذف التطبيق.

وتضيف: "قالت لي إحداهنّ (شارلين)، لقد استمعت إليك وعدت إلى الحياة من جديد".

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب