يدّعي اليميني المتطرف تومي روبنسون، أن بعض البريطانيين الغاضبين يهاجمون الشرطة ومراكزها، وذلك لأنها سمحت لحركة حماس بالسيطرة على لندن.
ويزعم أن أفراد الحركة "يقومون في كل عطلة أسبوع برفع أعلام تنظيم الدولة، ولا تفعل الشرطة شيئًا لهم، وبدلًا عن ذلك قاموا باعتقاله"، على حد قوله.
وكانت جريدة الغارديان البريطانية قد ذكرت في الثالث من شهر أغسطس/ آب الجاري، أن عشرات الإصابات قد وقعت في صفوف الشرطة، وسط استهداف لمراكزها في مدينة سندرلاند.
كما تم حرق مئات المتاجر ومراكز طالبي اللجوء على يد جماعات اليمين المتطرف في أعمال عنف مناهضة للهجرة والمسلمين.
من هو تومي روبنسون؟
تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون، هو ناشط أربعيني له سجل إجرامي حافل وقضى أحكامًا متعددة بالسجن.
وقد تضمنت إدانته الجنائية الاعتداء على ضابط شرطة، إضافة لحيازة المخدرات والاحتيال والمطاردة وازدراء القضاء ودخول أميركا بجواز سفر مزور، وفق ذي "آيريش تايمز".
وهو في الوقت الحالي هارب من محاكمته بتهمة ازدراء القضاء، بحسب الغارديان.
مهاجر يعادي المهاجرين
وعلى الرغم من كون تومي روبنسون ينحدر من أصول أيرلندية مهاجرة، فإنه يُعد من أشرس زعماء اليمين المتطرف في تحريضه على المهاجرين.
كما أنه يناصب الشرطة العداء لأنها وفق رأيه لا تواجه "الغزو الإسلامي للبلاد"، فأخذ الأمر على عاتقه وقام بتأسيس "رابطة الدفاع البريطانية"، التي أصبحت منبرًا للقوميين البيض والنازيين الجدد.
وقد استخدم روبنسون وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الجماهير وجمع الأموال ونشر نظريات مؤامرة جامحة وخطاب كراهية. وزعم أن من يأتون إلى أوروبا "مهاجرون زائفون" غايتهم التحرش واغتصاب النساء، وفق ادعائه.
إلى ذلك، أنتج تومي أفلامًا تحريضية بتمويل من أثرياء أميركيين وأستراليين وأوربيين، وفق الغارديان. كما أصدر كتابًا بعنوان "كتاب محمد. لماذا يقتل المسلمون باسم الإسلام".
وأصبح تومي روبنسون رمزًا لأنصار اليمين المتطرف في بريطانيا وأوروبا. وفي العام 2015 أسّس فرعًا لحركة "بيغيدا" الألمانية في بريطانيا، ضمن تحالف "أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب".
وفي عام 2017، نفّذ أحد أتباعه عملية دهس مصلين في مسجد شمالي لندن. وتربط الرجل علاقات مع اليمين المتطرف في كندا وأميركا، إذ تحالف - وفق المؤتمر اليهودي العالمي - مع "رابطة الدفاع اليهودية"، المدرجة على لائحة الإرهاب في البلدين في العام 2011.
"أنا صهيوني"
كما اعترف تومي روبنسون بأنه صهيوني. وقال: "إذا كان بإمكان المسلمين أن يكون لهم 55 دولة فيمكن لليهود أن يكون لهم دولة واحدة".
ويجاهر روبنسون بولائه لإسرائيل وجيشها وتربطه علاقات بمنظمات اليمين والاستيطان فيها.
وكانت منظمة "منتدى الشرق الأوسط" المرتبطة بإسرائيل، قد دفعت 60 ألف دولار لإخراجه من السجن عام 2018، وفق تحقيق للغارديان.
وخاطب روبنسون الشرطة، قائلًا: إن أفعالها منذ السابع من أكتوبر الماضي قد خلقت الآلاف مثله. وأضاف: "لن تتمكنوا من سحق أناس كهؤلاء. الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع في المدن والبلدات اليوم يحتاجون إلى قيادة".
واليوم يواجه الرجل اتهامات بتأجيج الاضطرابات في بريطانيا، عبر نشر الأكاذيب والتحريض بهدف قمع المظاهرات المناصرة لفلسطين.
وقد نشر روبنسون بالخطأ رسالة نصية من محاميه على واتساب تعزز هذه الاتهامات: "أريد فقط أن أعلمك أنك بضمير مرتاح، قمت بإشعال أعمال شغب في المملكة المتحدة، ما تسبب في معاناة الكثير من الناس. لا أستطيع أن أمثلك بعد الآن. يرجى إرسال تفاصيل حسابك المصرفي حتى أتمكن من إعادة مستحقاتك. المفارقة أنه إذا كنت في الشوارع، فإن أتباعك سيهاجمونني بسبب لون بشرتي".