متفجرات بعضها بعبوات كوكا كولا.. مصائد موت زرعها الاحتلال بغزة
لا تنتهي الحرب في قطاع غزة بصمت المدافع، فهناك صمت قاتل من نوع آخر يرقد تحت الأنقاض، ويهدد حياة الفلسطينيين العائدين إلى مناطقهم ومنازلهم في القطاع.
ويوجد في غزة عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل والصواريخ والألغام غير المنفجرة، تتربص بأقدام العائدين في الأزقة، وبين أطلال البيوت.
وتعيش هذه المخلفات الصامتة غير المنفجرة مع الغزيين في الغرف المدمرة والجدران المتبقية.
متفجرات في عبوة كوكا كولا وعلى شكل أجبان
ويؤكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل رصد "عبوات متفجرة صغيرة في علب كوكا كولا تركتها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وكانت عبارة عن قنابل موقوتة تنفجر في حال ملامستها".
ويضيف بصل للتلفزيون العربي أن طواقم الدفاع المدني رصدت أيضًا في غزة مواد متفجرة تشبه الأجبان، محذرًا من أن السكان قد يعتقدون أنها بقايا طعام للجيش الإسرائيلي.
وتشير تقارير إلى أن المناطق الشمالية لقطاع غزة هي الأكثر تضررًا، منها جباليا، وبيت لاهيا، التي تعرضت لحزام ناري كثيف، ما يرفع من نسبة الذخائر غير المنفجرة فيها.
وبالانتقال جنوبًا، تشير التقارير إلى أن منطقتَي خانيونس وبيت حانون شهدتا تدميرًا هائلًا، ما يزيد من احتمالية وجود الذخائر.
وبحسب تقديرات دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، فإنه كلما تم قصف منطقة ما فإن نسبة الذخائر التي لا تنفجر تُقدّر بنحو 10% من عدد الذخائر المستخدمة في تلك الغارات.
مخاطر أخرى للألغام في غزة
وليست الأطنان الهائلة في غزة مجرد حطام، بل هي مبانٍ، وشوارع، ومدارس، ومستشفيات. مهمة إزالتها معقدة للغاية.
وتفيد تقارير أممية بأن إزالة الأنقاض والمخلفات الحربية غير المنفجرة قد تستغرق ما يقارب من 14 عامًا إذا تسارعت الجهود لذلك.
ولا يتوقف خطر الألغام عند التفجير فقط، بل يتعداه إلى احتوائها على مواد كيميائية تتسرب إلى التربة والمياه، ما يشكل أضرارًا صحية وبيئية خطيرة على المدى الطويل.
كما لا تعد مخلفات الحرب التي تركها الاحتلال في غزة مجرد تهديد عابر، بل هي حقل ألغام مزروع بقنابل موقوتة في ميدان صامت، يترقب الانفجار في كل لحظة.