الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"متلازمة الطفل الغني".. لماذا علينا الحذر من تلبية كل طلبات صغارنا؟

"متلازمة الطفل الغني".. لماذا علينا الحذر من تلبية كل طلبات صغارنا؟

Changed

نافذة أرشيفية عبر "العربي" تسلط الضوء على متلازمة الطفل الغني (الصورة: غيتي)
بخلاف ما قد توحيه التسمية، فإن متلازمة "الطفل الغني" لا تنحصر بأطفال الأثرياء، بل تشمل أيضًا أطفالًا من الطبقتين الوسطى والفقيرة، وتنتج عن أسلوب التربية.

فيما يسعى الوالدان لتأمين حياة سعيدة وصحية وناجحة لأطفالهما، قد يؤدي أسلوب التنشئة المتّبع إلى نتائج عكسية إحداها ما يُعرف بـ"متلازمة الطفل الغني". 

ففي مقابل الكثير الذي يتم إغداقه على الصغير، فإن هذا الأخير يُحرم من اكتساب عدد من المهارات والخبرات الضرورية، لتظهر عليه سلوكيات مؤذية قد تترك آثارًا مدمرة على مستقبله. 

ما هي متلازمة "الطفل الغني"؟

تُعرف متلازمة "الطفل الغني" أيضًا باسم متلازمة الترف، وبحسب الاختصاصية في الأمراض النفسية والجنسية وعلاج الإدمان إيمان برحال، ظهر المصطلح في تسعينيات القرن الماضي ليعوّض مصطلحًا قديمًا ومعروفًا هو متلازمة الطفل المدلل.

وبخلاف ما قد توحيه التسمية، فإن هذه المتلازمة لا تنحصر بأطفال الأثرياء بل تشمل أيضًا أطفالًا من الطبقتين الوسطى والفقيرة.

وتنتج عن أسلوب التربية الذي قام على إعطاء الطفل كل ما يطلبه دون مطالبته في المقابل بفعل أي شيء. 

علام يقوم هذا السلوك من جانب الأهل؟

في إطلالتها عبر "العربي"، ذكرت برحال جملة من السلوكيات تُنتج متلازمة "الطفل الغني"، التي لا تُعد مرضًا نفسيًا بحد ذاته، بل نتيجة يصل إليها الأولياء عن طريق التنشئة المتبعة. 

ومما أشارت إليه إعطاء الطفل هدايا أو أشياء مادية لتعويض غياب الأهل المادي أو المعنوي، وكثرة الهدايا أو الجوائز بدون جهد منتظر في المقابل، وتضحية بعض الأولياء بالاحتياجات الأساسية للعائلة لتلبية حاجيات هذا الطفل. 

تنتج متلازمة الطفل الغني عن أسلوب التربية الذي قام على إعطاء الطفل كل ما يطلبه دون مطالبته في المقابل بفعل أي شيء - فيسبوك
تنتج متلازمة الطفل الغني عن أسلوب التربية الذي قام على إعطاء الطفل كل ما يطلبه دون مطالبته في المقابل بفعل أي شيء - فيسبوك

الآثار التي تظهر على الطفل

سلوك الوالدين أو أحدهما ينتج عنه سلوك آخر هو "الطفل الغني"، الذي يتسم هذه المرة بعدم القدرة على تقدير جهود الوالدين وتضحياتهم، وكثرة الانزعاج والطلب وشدة التوتر أو القلق وعدم الشعور بالآخرين.

يُضاف إلى ما تقدم، بحسب برحال، عدم الشعور بالمسؤولية ولا سيما أن بعض الأهل وإضافة إلى تجنيب الطفل القيام بأي أعمال منزلية، ينجزون عنه التمارين المدرسية.

وبينما تنبه إلى هذا الأمر قد يؤدي إلى عدم اكتراث الطفل بشؤونه الدراسية والاجتماعية، تقول إنه قد يكبر ويصبح مراهقًا ولاحقًا كهلًا غير مسؤول في المجتمع.

ينصح الأهل بأن يكونوا حاضرين للتحدث مع الطفل عن انزعاجه بتعاطف وحب - غيتي
ينصح الأهل بأن يكونوا حاضرين للتحدث مع الطفل عن انزعاجه بتعاطف وحب - غيتي

وتتحدث عن أهمية اللجوء إلى الاختصاصيين النفسيين، في حال فشلت كل المحاولات لإعادة الأمور إلى نصابها، وإذا ما بدا على الطفل سلوك عنيف مع الوالدين أو الأصدقاء أو عامة الناس في الشارع. 

وينسحب الأمر على الوصول إلى حد الفشل الدراسي، وظهور بعض الأمراض النفسية أو الاضطرابات في شخصية الطفل.

كيف يمكن تنشئة أطفال يتحملون المسؤولية؟

يترك الشعور بالمسؤولية وما يعزّزه من سلوكيات آثارًا ملحوظة على مستوى تعزيز الثقة بالنفس والتفاعل الإيجابي مع البيئة والمحيط.

وتعزيز هذا الحس يبدأ منذ الطفولة بإشراك الصغار بالأعمال المنزلية وتشجيعهم على القيام بأشياء يحصلون في مقابلها على أشياء مادية، وكذلك الانخراط في الأنشطة الخيرية.

وكانت أستاذة علم النفس تامار تشانسكي، أشارت إلى دراسة نشرتها جامعة منيسوتا الأميركية أوضحت أن إشراك الطفل في أعمال المنزل يساعده على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات.

إلى ذلك، يورد موقع "Healthline" مجموعة من الخطوات التي تساعد الأهل على التوقف عن فعل كل شيء لأطفالهم وإفساح المجال لهم للتفاعل والنمو.

إحداها ترك الأطفال يختبرون عواقب قرارتهم، على غرار ما قد ينجم في حال لم ينجزوا واجباتهم المدرسية.

فالموقع الذي يذكر بأن الفشل هو فرصة للتعلم، ينبّه إلى أن تخفيف جميع التحديات على طول الطريق للأطفال لا يتيح لهم أبدًا أن يتعلموا وأن يكونوا مرنين. 

وفيما يخص مشاعرهم، يمكن لمحاولة حمايتهم من السلبي منها على غرار الرفض أو الألم العاطفي أن تجعلهم غير مستعدين لبعض الخيبات والتحديات التي قد يواجهونها في حياتهم.

لذا ينصح المقال المنشور على الموقع بأن يكون الأولياء حاضرين للتحدث مع الطفل عن انزعاجه بتعاطف وحب، مع منحه مساحة للاعتراف بهذه المشاعر والتعامل معها.

بدوره، يذكر مقال منشور على موقع جامعة يوتا الأميركية ضمن النصائح لتنشئة طفل مسؤول، أن يكون الأهل أنفسهم قدوة إيجابية؛ يتحدثون بشكل إيجابي عن أعمالهم ولا يشكون من كل ما عليهم فعله، بل على العكس يعبرون عن فخرهم بما ينجزونه.

وهذا النموذج الذي يُقتدى به أيضًا يعترف بأخطائه، ويشير في الآن عينه إلى ما سيقوم به لتصحيحها. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close