يتعافى معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا خلال بضعة أيام منه أو أسابيع، لكن البعض من الأشخاص حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة يستمرون بالشعور بها بعد التعافي.
وقد تستمر هذه الأعراض أحيانًا لأشهر عدة يشعر خلالها المصاب بأنه لم يتخلص من المرض، وقد سميت هذه المشاكل بـ"متلازمة ما بعد كوفيد-19".
ومن بين الأعراض التي قد ترافق المصاب لأشهر بعد شفائه هي الإرهاق وصعوبة في التنفس، والسعال وألم المفاصل وألم الصدر ومشاكل في الذاكرة أو التركيز أو النوم، وألم العضلات أو الصداع، وضربات قلب سريعة، وفقدان حاسة الشم أو الذوق لوقت طويل بعد الشفاء، والاكتئاب أو القلق.
بالإضافة إلى مضاعفات أكثر خطورة على المدى الطويل، لكن ولحسن الحظ أقل شيوعًا، منها ما قد يؤثر على أعضاء الجسم المختلفة، وتشمل هذه الأعراض التهاب في عضلة القلب، واختلال وظائف الرئة، وفشل كلوي حاد، وغيرها من الأمور.
متلازمة ما بعد كوفيد-19
وحول متلازمة ما بعد كوفيد-19، يعزو أستاذ العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الطبيب ضرار بلعاوي، المشكلة لعدة أسباب منها مناعة الإنسان، والتركيبة الجينية له، والحمل الفيروسي الذي تعرض له الفرد.
ويشير بلعاوي في حديث إلى "العربي" من عمّان إلى دراسات أكدت بأن الأشخاص الذين تعرضوا لحمل فيروسي عال ودخلوا غرف العناية تعرضوا لمتلازمة ما بعد كوفيد-19 أكثر من أولئك الذين تعرضوا لحمل فيروسي خفيف.
وحسب الطبيب، فإن الدراسات أثبتت أن من 25% إلى 50% من الأشخاص الذين تعرضوا لفيروس كورونا إما بشكل خفيف أو متوسط أو شديد قد تلازمهم ما تسمى بـ"متلازمة ما بعد كوفيد-19".
ويوضح أن أغلب أعراض "متلازمة ما بعد كوفيد-19" ليست خطيرة، وأن الإنسان يتعافى منها خلال 3 إلى 4 أسابيع، لكنه يشير إلى أن هناك أعراضًا قد تستمر لمدة عام منها الصداع وفقدان حاستي التذوق والشم.
ويشدد على ضرورة إجراء بعض الفحوصات الطبية، المتعلقة بالتعرض للتجلط والالتهابات، حتى يتحقق الفرد بأن جسده لم يصل إلى مرحلة "عاصفة المناعة" ما يعني عندما تبدأ المناعة بمهاجمة أنسجة الجسد.
ويؤكد بلعاوي أن اللقاحات فعّالة وآمنة ليس فقط في منع الإصابة، بل في أن تمنع تدهور صحة الإنسان إلى حالة حرجة في حال الإصابة، وفي أن تخفف من تداعيات "متلازمة ما بعد كورونا".