قدّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، أن يدخل تعديل نظام التقاعد المثير للجدل "حيز التنفيذ بحلول نهاية العام"، معتبرًا أنه "ضروري".
وتعيش فرنسا منذ أسابيع تحت وطأة تظاهرات وإضرابات عطّلت بعض مناحي الحياة فيها، حيث انتشرت النفايات في شوارع العاصمة واضطربت حركة القطارات بسبب توقّف عدد من القطاعات عن العمل.
"الإصلاح ضروري"
واعتبر ماكرون، في مقابلة تلفزيونية استمرت 35 دقيقة، أن "هذا الإصلاح ضروري، إنه لا يسعدني، كنت أتمنى ألا أفعله، لكنني التزمت بالقيام به".
وأضاف: "أنا لا أسعى إلى إعادة انتخابي، لكن بين استطلاعات الرأي قصيرة المدى حول شعبيتي والمصلحة العامة للبلد، أختار المصلحة العامة للبلد".
وتابع: "إذا كان عليّ تحمّل عدم الشعبية، فسأتحملها. ليس هناك حلّ إلّا العمل أكثر".
وإصلاح نظام التقاعد الذي قدّمه ماكرون يرفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.
وسط تهديدات بالتصعيد.. موجهة الاحتجاجات ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد مستمرة في #فرنسا تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/UeDX3AjOOo
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 16, 2023
وكرّر ماكرون، الذي استبعد الثلاثاء أي احتمال تعديل وزاري أو حلّ للبرلمان أو إجراء استفتاء على إصلاح نظام التقاعد، الحجج التي قدّمها معسكره الرئاسي منذ تمرير الحكومة مشروع تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان.
وأوضح أن رئيسة الحكومة إليزابيث بورن "تحظى بثقتي لقيادة هذا الفريق الحكومي"، داعيًا إياها إلى "توسيع الغالبية".
وندد الرئيس الفرنسي الأربعاء بـ"لامبالاة" بعض "الشركات الكبرى" التي حققت أرباحًا كبيرة غير متوقعة سمحت لها بإعادة شراء أسهمها في البورصة، وطالبها بـ"مساهمة استثنائية" حتى "يتمكن العمال من الاستفادة" من هذه الأموال.
وأشار إلى أنه ينوي "مطالبة الحكومة بالعمل على مساهمة استثنائية".
احتجاجات فرنسا قد تؤثر على زيارة الملك تشارلز
في موازاة ذلك، أعلن مصدر في قصر بكنغهام، اليوم الأربعاء، أن الاحتجاجات في فرنسا ربما تؤثر على أمور لوجستية تتعلق بزيارة مزمعة لملك بريطانيا تشارلز إلى فرنسا بعد أيام.
🇫🇷 FLASH - Des manifestants occupent le #Mcdonalds des Champs-Élysées contre la réforme des retraites. Un important dispositif policier a été mis en place. (via @ClementLanot) #grevegenerale #reformedesretraites #Paris pic.twitter.com/dpf3SfnPJn
— Mediavenir (@Mediavenir) March 22, 2023
وقال المصدر لوكالة "رويترز": "نراقب الموقف عن كثب ونتلقى النصح من وزارة الخارجية البريطانية والجانب الفرنسي. ربما يكون هناك تأثير على الأمور اللوجستية".
ومن المقرر أن يصل الملك تشارلز لفرنسا يوم الأحد في زيارة رسمية وهي الأولى له منذ تنصيبه ملكًا، وذكرت الرئاسة الفرنسية، أنه ما زال يجري وضع اللمسات النهائية لتفاصيل زيارة الملك.
ويسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تهدئة الأمور" وسط تصاعد للغضب في أنحاء البلاد بسبب خطته لرفع سن التقاعد.
وألقت السلطات الفرنسية القبض، الإثنين الماضي، على العشرات في أنحاء البلاد إثر اندلاع احتجاجات متفرقة.
ومثّل فشل التصويت على إسقاط حكومة بورن مصدر ارتياح لماكرون، إذ إن نجاحه كان من شأنه أن يدخل البلاد في مأزق سياسي كبير.