الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

متهمان بتأسيس "إمبراطورية فساد".. الشقيقان غوبتا في قبضة شرطة دبي

متهمان بتأسيس "إمبراطورية فساد".. الشقيقان غوبتا في قبضة شرطة دبي

Changed

الشقيقان غوبتا في قبضة شرطة دبي - تويتر
الشقيقان غوبتا في قبضة شرطة دبي - تويتر
أعلنت شرطة دبي إلقاء القبض على الشقيقين أتول وراجيش غوبتا المتورطين في قضايا جنائية وغسيل أموال، فمن هما؟ وما علاقتهما بالفساد في جنوب إفريقيا؟

اعتقلت السلطات الإماراتية الشقيقان غوبتا المتهمين بتأسيس "إمبراطورية فساد في جنوب إفريقيا" التي تعمل من أجل تسلمهما من الإمارات لمواجهة المحاكمة.

فقد أعلنت شرطة دبي، اليوم الثلاثاء، إلقاء القبض على الشقيقين أتول وراجيش غوبتا اللذين يعدان من أبرز المطلوبين في جنوب إفريقيا، لاتهامهما بالتورط في قضايا جنائية وغسيل أموال، وذلك بعد أشهر من إصدار الإنتربول نشرة اعتقال حمراء بحقهما.

وذكرت شرطة دبي أنها تنسق مع سلطات جنوب إفريقيا "لتقديم ملف الاسترداد لاستكمال الإجراءات القانونية المتبعة".

وجاء هذا الاعتقال بعد عام من مصادقة الإمارات على معاهدة تسليم المجرمين مع جنوب إفريقيا، وبعد أن كانت إدارة الرئيس سيريل رامافوزا قد طلبت من السلطات الإماراتية تسليم أفراد من عائلة غوبتا منذ عام 2018.

بدورها، فرضت الولايات المتحدة حظرًا للتأشيرات وتجميدًا للأصول على الشقيقين، وهي الخطوات نفسها التي اتخذتها المملكة المتحدة عام 2021 بحق الشقيقين، وفق "بلومبيرغ"، قبل أن يضع الإنتربول أتول وراجيش على قائمة المطلوبين في فبراير/ شباط الماضي.

من هما الشقيقان غوبتا؟

انتقل الشقيقان غوبتا عام 1993 إلى جنوب إفريقيا بالإضافة إلى شقيق ثالث يدعى أجاي، من ولاية أوتار براديش الهندية مباشرة بعد سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

هناك بدأ الأشقاء بتأسيس شركة عائلية هي "صحارى كمبيوترز" التي وصلت إلى تشغيل 10 آلاف شخص، كما قامت العائلة بتطوير مصالح مالية في قطاعات التعدين والسفر الجوي والطاقة والتكنولوجيا والإعلام، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.

وتزايد نفوذ الإخوة غوبتا مع وصول الرئيس جاكوب زوما إلى السلطة عام 2009، فأصبحت العائلة على ارتباط وثيق به حتى إنهم أصبحوا يلقبون معًا بـ"عائلة زوبتا".

وشغلت إحدى زوجات زوما وابنه وابنته مناصب عليا في الشركات التي يسيطر عليها أفراد من عائلة غوبتا، وسرعان ما أصبح اسم عائلة غوبتا مرتبطًا بمزاعم فساد وسرقة في المؤسسات المملوكة للدولة في جنوب إفريقيا.

فقد وجهت أصابع الاتهام للعائلة بالاستيلاء على شركة الطاقة الحكومية المثقلة بالديون "إسكوم هولدينغز"، وشركة السكك الحديدية الموانئ "ترانسنيت سوك"، بالإضافة إلى بروز نفوذها في وزارتي المالية والموارد الطبيعية ومؤسسات عامة فضلًا عن تحصيل الضرائب وأخرى في قطاع الاتصالات.

كذلك امتدت سلطة غوبتا لتشمل الإذاعة الحكومية "إس إيه بي سي" والخطوط الجوية لجنوب إفريقيا، قبل أن تخضع العائلة عام 2013 للتدقيق لأول مرة عندما تبين أنه سمح لها باستخدام قاعدة عسكرية للهبوط بطائرة خاصة مع مرافقة الشرطة لحضور حدث فخم في أحد المنتجعات غرب جوهانسبرغ.

وتطورت الأمور وصولًا لعام 2015، عندما اتهم الشقيقان قي ديسمبر/ كانون الأول بلعب دور في إقالة زوما لوزير المالية آنذاك نهلانهلا نيني واستبداله بشخص آخر، في خطوة اعتبر تقرير "بلومبيرغ" أنها تسببت في انهيار عملة البلاد "الراند".

نهاية حقبة الشقيقين

واستمرت فترة رئاسة زوما 9 سنوات، قبل أن تنتهي باستقالته إثر ضغوط من الحزب الحاكم عام 2018 بعد سلسلة من فضائح الفساد التي طالت سنوات حكمه ارتبط بها الشقيقان غوبتا اللذان سافرا إلى دبي بعدما بدأت لجنة قضائية التحقيق في تورطهما في الفساد.

وبعد تحقيق استمر 4 سنوات، خلص القضاء الأعلى في البلاد إلى أن الأخوين قد أصبحا "منغمسين بعمق في أعلى مستويات الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بزعامة زوما".

في المقابل، نفى الشقيقان تلك الاتهامات وقالا "إن المزاعم لها دوافع سياسية"، فيما صدر حكم بسجن زوما لمدة 15 شهرًا العام الماضي لرفضه الإدلاء بشهادته أمام المحققّين، في خطوة فجّرت موجة عنف في البلاد قتل على إثرها نحو 300 شخص.

وكانت هذه الاضطرابات الأسوأ في جنوب إفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري عام 1994، في حين أطلق سراح زوما بعدما أمضى شهرين فقط من عقوبته في السجن.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close