دفع تشابه الأوضاع في لبنان وتونس، إضافة إلى التحديات التي تهدد هامش الحرية والتجربة الديمقراطية في البلدين، مبادرة "متيقظون" لأن تبصر النور، نظرًا لقدرة الفن، في فترات الاضطراب الاجتماعي والسياسي، على أن يكون أداة قوية لتحفيز الناس لتحدي السلطة والمطالبة بالتغيير.
ويجتمع البلدان في مسابقة فنية تحمل اسم "متيقظون". وهذه المبادرة مفتوحة اليوم لكل الفنانين من البلدين سواء كانوا هواة أو محترفين، ويشرف على تنظيمها المركز الدولي للعدالة الانتقالية.
وحدد المركز مهلة شهر لتقديم الأعمال الفنية والإبداعية تحاكي الواقع في كل بلد، وتعكس صوت الفن المعارض للسلطة وتنقل صوت الفئات المهمشة في المجتمع. وبعد انتهاء المسابقة سيقيم المركز معرضًا على الإنترنت وحفلًا غنائيًا في تونس بحضور الفائزين.
دور محوري للشباب
وفي هذا الإطار، تقول مديرة مكتب تونس للمركز الدولي للعدالة الانتقالية سلوى القنطري: هناك العديد من النقاط المشتركة بين لبنان وتونس التي ظهرت في الأعوام الأخيرة "منها مطالبات الشباب بالعدالة والمساواة، وبألا يكون هناك إقصاء وتهميش، وفشل سياسات الدولة، إضافة إلى ظهور أزمة كوفيد التي أظهرت نقاط الضعف في البلدين".
وتضيف القنطري في حديث إلى "العربي" من تونس، أنّ الهدف من تسليط الضوء على الشباب جاء لدورهم المحوري في الثورات العربية، إضافة إلى أنهم "قادة المستقبل، فالشباب حين لا يجدون استجابة لمطالبهم الأساسية في المجتمع؛ تكون هذه هي نقطة الانطلاق لاندلاع الثورات".
وترى أنّ "الفن يفتح فضاء للنقاش الجاد والبناء والتفاعل مع الجمهور". وتلفت إلى أنّه "كان لدى الشباب الشجاعة خلال السنوات الأخيرة للخروج وتوثيق ما حصل ونقل الحدث بصورة آنية عبر الصورة أو الفيديو أو أيّ نوع من طرق الفن المعتادة أو غير المعتادة".
وتؤكد أنّ المسابقة هي "فرصة لإيصال صوت الشباب وإحداث فضاء للنقاش حول الأعمال الفنية والمحاور المرتبطة بها".
وتوضح أنّ الفئة العمرية المستهدفة في المسابقة الفنية ستكون في البداية بين 15 سنة إلى 35 سنة، إضافة إلى ضرورة أن يكون المشترك في المسابقة موجودًا في تونس أو لبنان وأن يكون العمل أصيلًا ولم يسبق عرضه في حين ستكون لجنة التحكيم من شخصيات فنية معروفة ومرموقة.