الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

110 أعوام على اليوم العالمي للمرأة.. خيار التحدي

110 أعوام على اليوم العالمي للمرأة.. خيار التحدي

Changed

أظهرت النساء قدرة على تحمّل أعباء الجائحة بشكل مضاعف.
أظهرت النساء قدرة على تحمّل أعباء الجائحة بشكل مضاعف. (غيتي)
كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن جائحة كورونا يمكن أن تقضي على 25 عامًا من العمل المتزايد من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين

لم تمنع جائحة "كوفيد-19" العالم من الاحتفال، وإن كان افتراضيًا، باليوم العالمي الـ110 للمرأة، بعد ما أظهرته النساء من قدرة على تحمّل أعباء الجائحة بشكل مضاعف.

وأثبتت النساء أنهنّ قائدات في خط الدفاع الأول في جهود الإستجابة لكوفيد-19 والتعافي منه، كباحثات ومقدمات للخدمة الصحية أو المنظمات المجتمعية والنسائية، وأمهات وربات أُسر، مع ما ترافق من تداعيات سلبية على المجتمعات نتيجة الحجر من ارتفاع معدلات العنف المنزلي وتضاعف واجبات الرعاية غير المدفوعة والبطالة والفقر.

وأبرز تفشّي فيروس كورونا أن للباحثات دورًا حاسمًا في مختلف مراحل التصدّي للفيروس، من مرحلة التعرّف على الفيروس، مرورًا بتطوير تقنيات اختباره، حتى الوصول لتطوير اللقاح المقاوم للفيروس. ويُسجّل للعالمة الالمانية-التركية أوزليم توريتشي وزوجها أوغور شاهين دورهما في انتاج لقاح فايزر-بيونتيك ضدّ كورونا.

واختارت حملة اليوم العالمي للمرأة لهذا العام، شعار "خيار التحدّي"  (#ChooseToChallenge)، انطلاقًا من مبدأ أن التحدي يؤدي إلى التغيير. 

 

وكشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن جائحة كورونا يمكن أن تقضي على 25 عامًا من العمل المتزايد من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين. وأشارت إلى أن النساء تقوم بقدر أكبر من الأعمال المنزلية والرعاية الأسرية بسبب الوباء، والذي، بدوره، يمكن أن يؤثر على فرص العمل والتعليم بالنسبة للنساء.

عالميًا، تُشكّل النساء نحو 70 في المئة ممن يعملون في القطاع الصحي والإجتماعي. ونتيجة للضغوط التي تتعرّض لها الأنظمة الصحية للإستجابة لفيروس "كورونا"، وبما أن المرأة تُعتبر أول من يُضحّي بصحته في أوقات الأزمات في سبيل صحة الآخرين من خلال تقديم الدعم لكبار السن والأطفال، يمكننا أن نتخيل ماذا يعني أن تكوني طبيبة أو ممرضة في غرف عزل مرضى كورونا، وأمًا في الوقت نفسه. أعباء الجائحة هنا، أضعاف مضاعفة، قلق نفسي وصحي في المستشفى، وقلق من نقل العدوى خارج المستشفى وشوق للأحبة.

 

رجّحت الأمم المتحدة أن يُفضي كورونا إلى خسارة 1.7 مليون وظيفة في المنطقة العربية، بينها حوالي 700 ألف وظيفة تشغلها نساء، في ظلّ بطالة عالية في صفوف النساء بلغت 19 % في عام 2019، مقابل 8 % بين الرجال.

وتعطّلت حول العالم قطاعات واسعة، بينما لم تتمتع ما نسبته 12 في المئة من الموظفين من الجنسين في البلدان الفقيرة من القدرة على العمل عن بعد.

كما حذّرت الأمم المتحدة والجماعات الحقوقية، لا سيما النسوية، من الأثر السلبي للحجر المنزلي، وسياسات الإغلاق، على النساء بالضبط، مع ما في ذلك من زيادة للعنف الأسري بحق النساء. ووفقًا للأمم المتحدة، ارتفعت المكالمات الهاتفية الواردة إلى الجهات التي تقدّم المساعدة للنساء المُعنّفات خمسة أضعاف، وتراوح العنف المنزلي بين الضرب والإغتصاب الزوجي والإعتداء الجنسي على الأطفال والتحرّش والإتجار بالبشر والقتل. 

 

وانبثق اليوم العالمي للمرأة في العام 1908، عن حراك عمالي، حين خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأميركية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.

وبما أن جذوره الأساسية تقوم على فكرة الإضرابات والاحتجاجات المنظمة لنشر الوعي حول استمرارية عدم المساواة بين الرجال والنساء، "يمكننا جميعاً أن نختار تحدّي وإدانة وفضح التحيّز المبني على أساس الجندر (النوع الاجتماعي) وعدم المساواة. والبحث عن إنجازات المرأة والإحتفال بها بشكل جماعي، والمساعدة في خلق عالم أكثر شمولا للجميع"، وفقًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وفي الإطار، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن التعافي من الجائحة هو فرصتنا لنترك وراءنا أجيالًا من الإقصاء وعدم المساواة.

وقال إنه: "مع تعافينا من هذه الجائحة، يجب أن تستهدف حزم الدعم والتحفيز النساء والفتيات على وجه التحديد، بما في ذلك من خلال الاستثمار في الأعمال التجارية المملوكة للنساء واقتصاد الرعاية".

وأكد أنه "عندما تقود المرأة في الحكومة، نرى استثمارات أكبر في الحماية الاجتماعية والمزيد من التقدم في مكافحة الفقر. وعندما تكون النساء في البرلمان، تتبنى البلدان سياسات أكثر صرامة في مجال تغير المناخ، وأنه تكون المرأة على طاولة السلام، تكون الاتفاقات أكثر ديمومة".

وشدّد على أنه "حان الوقت لإيجاد وبناء مستقبل تعمه المساواة. وهذه مهمة تقع على عاتق الجميع، وتصب في مصلحة الجميع".

 

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close