الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

بريطانيا تشدّد قواعد الاحتجاج.. الشرطة متّهمة بسلوك عنيف مع تظاهرة نسائية

بريطانيا تشدّد قواعد الاحتجاج.. الشرطة متّهمة بسلوك عنيف مع تظاهرة نسائية

Changed

اعتقلت الشرطة البريطانية 4 سيدات خلال التظاهرة.
اعتقلت الشرطة البريطانية 4 سيدات خلال التظاهرة. (تويتر)
طلب كل من وزيرة الداخلية بريتي باتيل ورئيس بلدية لندن صادق خان إيضاحات من مفوّضة شرطة لندن كريسيدا ديك التي أطلِقت دعوات تُطالبها بالإستقالة.

يعتزم البرلمان البريطاني مناقشة قانون جديد من شأنه أن يُضيّق الخناق على الحقّ في الاحتجاج، بعد أن تعرّضت شرطة لندن لإنتقادات شديدة بسبب استخدامها العنف في فضّ تظاهرة ليلية، أمس السبت، بسبب مقتل امرأة.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن التشريع المُقرّر عرضه على مجلس العموم، الإثنين، سيزيد الجدل حول وفاة سارة إيفيرارد (33 عامًا)، والتي اختفت في الثالث من مارس /آذار بعد عودتها إلى منزلها ليلًا عبر متنزه في جنوب لندن.

وبحسب "بلومبرغ"، سيحدّ التشريع من استخدام الضوضاء في التجمّعات العامّة ويفرض ضوابط جديدة على أولئك الذين يتجمّعون حول مبنى البرلمان. كما يتضمّن تدابير من شأنها تعزيز حماية النساء من الجرائم الجنسية وإرغام المدانين بالإغتصاب على قضاء المزيد من عقوبتهم في السجن.

عنف الشرطة

وليل السبت، تحدّى المئات القيود المفروضة لإحتواء فيروس كوفيد-19، وتجمّعوا في حديقة كلابهام كومون إحياءًا لذكرى وفاة ساره إيفرارد التي فُقد أثرها قرب الموقع خلال توجّهها سيرًا إلى منزلها في وقت سابق من الشهر الحالي.

ولاحقًا، عُثر على جثة مديرة التسويق البالغة 33 عامًا، وقد وُجّهت إلى عنصر في شرطة لندن تهمتا الخطف والقتل. وشوهدت الشرطة تتشاجر مع بعض النسوة خلال الاحتجاج، وشوهدت سيدة ملقاة على الأرض بعد قيام ضابطين بتثبيتها. كما اقتادت الشرطة عددًا من النساء اللاتي قيدن بالأصفاد، وهتف الحضور "عار عليكم".

وقالت الشرطة، في وقت لاحق، إنها اعتقلت أربع سيدات لخرقهن النظام العام ولوائح مكافحة فيروس كورونا. وهتف عدد من الحضور بسبب الغضب من الضابط واين كوزينز، المتهم باختطاف وقتل سارة إيفرارد. 

ومثُل كوزينز (48 عامًا) أمام المحكمة، يوم السبت، واعتُقل على ذمة التحقيق، ومن المقرر أن يمثل مرة أخرى الثلاثاء أمام المحكمة الجنائية المركزية بلندن.

غضب عارم

لكن مشاهد تصدّي شرطيين بالزي الرسمي لبعض النساء، وتكبيل أيديهن خلال مسيرة إضاءة شموع إحياء لذكرى إيفرارد، أثارت غضبًا عارمًا.

ودانت حركة "ريكليم ذيس ستريتس" المنظّمة للتظاهرة سلوك الشرطيين "وتعاملهم بعنف مع نساء كن يشاركن في تحرّك تضامني ضد العنف الذكوري".

وطلب كل من وزيرة الداخلية بريتي باتيل ورئيس بلدية لندن صادق خان إيضاحات من مفوّضة شرطة لندن كريسيدا ديك التي أطلِقت دعوات تُطالبها بالإستقالة.

وقالت باتيل إن الوقفة الاحتجاجية كانت "مزعجة"، مضيفة أنها تسعى للحصول على تقرير كامل عما حدث من شرطة العاصمة.

من جانبه، رأى خان، أن رد الشرطة "لم يكن مناسبًا ولا متناسبًا في بعض الأحيان".

ووصف رئيس حزب "العمال" النائب العام السابق كير ستارمر المشاهد بأنها "مقلقة للغاية". 

كما غرّدت هارييت هارمان، التي تولّت وزارة النساء في حكومة توني بلير، على تويتر إن "شرطة لندن أساءت التعامل مع التحرك التضامني منذ البداية"، مضيفة: "كان يجب أن يتوصّلوا إلى اتفاق".

بدورها، قالت كارولاين نوكس، التي ترأس اللجنة البرلمانية للنساء والمساواة: "في هذه البلاد، تعمل الشرطة بالتراضي وليس بالدوس على المناسبات التكريمية وسحب النساء عنوة".

الشرطة تدافع عن عناصرها

لكن هيلين بول، إحدى نائبات باتيل، التي كانت قد رفضت الترخيص للتظاهرة، قالت إنه يتعيّن على الشرطة "التصرّف لحماية الناس".

وجاء في بيان أصدرته، صباح الأحد الذي يصادف "عيد الأم" في بريطانيا، أن "مئات الأشخاص كانوا محتشدين بشكل متراص، ما شكّل خطرًا حقيقيًا لتفشّي كوفيد-19".

وأضافت: "للأسف بدأت قلّة قليلة من الأشخاص بالهتاف ضد الشرطيين ودفعهم ورشقهم".

وشرحت: "لم نكن نريد على الإطلاق أن نضع أنفسنا في موقف يتطلّب تحركًا لإنفاذ القانون. لكننا وُضعنا في هذا الموقف بسبب الضرورة الملحّة لحماية الناس".

"مقلق للغاية" 

وأدى اختفاء إيفرارد، وعملية البحث الواسعة النطاق التي أُطلقت للعثور عليها، إلى إعادة تسليط الضوء على قضية حماية النساء في الأماكن العامة وقضية العنف الذكوري.

وكانت إيفرارد قد زارت أصدقاء لها في كلابهام، وفي طريقها للعودة إلى بريكستون، التي تبعد نحو 50 دقيقة سيرًا، فقد أثرها في 3 آذار/مارس نحو الساعة 21:30.

وهذا الأسبوع عُثر على جثتها في كنت، في جنوب شرق إنكلترا.

وروت آلاف النساء عبر الإنترنت قصصهن المتعلّقة بتدابير الحماية الوقائية التي يتعيّن عليهنّ اتّخاذها يوميًا، وما يتعرّضن له من ترهيب ومضايقات واعتداءات من قبل رجال.

والجمعة، كشفت الصحفية مارينا هايد، في مقال لها في صحيفة "ذا غارديان"، أن رجلًا تعقّبها واعتدى عليها لفظيًا خلال توجّهها لإستعادة ابنها من المدرسة.

وكتبت: "ما حصل لي كان لا شيء، اللا شيء الذي تعرفه النساء حق المعرفة"، في إشارة إلى مدى شيوع هذه الممارسات.

تعهّد بحماية النساء

وفي وقت سابق من يوم الأحد، زارت كيت ميدلتون، زوجة الأمير وليام، الموقع، فيما أُضيئت الشموع أمام المنازل في أنحاء البلاد.

ونقلت صحيفة "صنداي ميرور" عن مصدر في العائلة المالكة قوله إن كيت "تتذكّر ما كانت عليه الأمور حين كانت تتجوّل ليلًا في لندن قبل زواجها من الأمير وليام".

وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي أضاء مصباحًا أمام مدخل مقر رئاسة الحكومة، بالتحرّك للتصدّي لهذه المشكلة.

وقال في تغريدة على تويتر: "سأفعل كل ما أمكن لجعل الشوارع آمنة والحرص على عدم تعرّض النساء والبنات لمضايقات أو انتهاكات".

وقال منظّمو المسيرة إنهم يأملون بجمع مبلغ قدره 320 ألف جنيه (445 ألف دولار) لدعم قضايا النساء.

المصادر:
العربي/ وكالات/ تويتر

شارك القصة

تابع القراءة
Close