تكرّر مجددًا مشهد الموت في القطارات في مصر، ولقي أمس 32 راكبًا مصرعهم وأصيب 91 آخرون على الأقل في حصيلة أولية، أعلنتها وزارة الصحة المصرية عقب حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج جنوبي البلاد.
وقالت الهيئة القومية لسكك حديد مصر أن القطار الثاني اصطدم بالأول من الخلف، وأدى إلى خروج عربتين عن السكة. وأرجعت ذلك لاستخدام مجهولين مكابح الطوارئ؛ ما تسبب في توقف القطار الأول.
وأوقفت الهيئة حركة قطارات الصعيد على الفور. وعملت فرق الإنقاذ على إسعاف المصابين، وأعلنت وزارة النقل تشكيل لجنة للتحقيق بالحادث وكشف ملابساته. وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي: "لا بد من التحقيق الفوري في أسباب الحادث"، معلنًا عن بدء عمل لجنة الخبراء.
خطة تستوجب الوقت
ويعتبر المحلل السياسي محمد أبو العينين، أن تكرار مشهد حوادث القطارات في مصر يعود إلى خلل في منظومة السكك الحديدة وشبكة الأمان التي تحتاج إلى استبدال نظم التحكم في القطارات.
ويضيف في حديث إلى "العربي" أن المنظومة لا تضع في اعتبارها سلامة المواطنين، بل تركز على "الإنجازات" التي تحققت في مجال الحالة الداخلية لعربات القطارات وليس سلامتها.
ويرى أن تصريح رئيس الوزراء المصري حول إمكانية تكرار هذه الحوادث بسبب الحاجة إلى وقت لتطوير منظومة سكك الحديد، مثير للجدل.
كما يستبعد أبو العينين أن يُقدِم البرلمان المصري على سحب الثقة من الوزير المختص في أعقاب الحادث. ويؤكد أن النيابة العامة تحاسب عمّال القطار والسائق عن الحوادث، فيما تقع المسؤولية على السياسي في توفير وسائل الأمان وضمان وجودها.
ويشرح أن الوزراء في مصر لا يأخذون القرارات بل ينفذونها؛ ما يضعهم بعيدًا عن المحاسبة.