الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

ظاهرة سرقة وتهريب السيارات في لبنان.. شخصيات متورطة وأحزاب داعمة

ظاهرة سرقة وتهريب السيارات في لبنان.. شخصيات متورطة وأحزاب داعمة

Changed

تتبّع فريق "العربي" رحلة إحدى السيارات المسلوبة من لبنان إلى حدوده، حيث تُسلَّم السيارة المسروقة إلى أحد التجار ليذهب بها برحلة واحدة باتجاه الأراضي السورية.

في شوارع لبنان، قد تكون الجولة المسائية عادية كما أنها قد تكون جزءًا أساسيًا من سرقة هي على وشك الحدوث في بلد يعاني ما يعانيه من ارتخاء أمني بات يعرّض حياة المواطنين للخطر.

وبعد أن أصبح اللبنانيون يقتاتون الخبز مع الخوف والقلق بشكل شبه يومي، لم يبقَ لديهم سوى حماية أنفسهم من ارتخاء الأمان في البلاد، علمًا أنّ انفجار المرفأ كان الحدث الأكبر الذي سارع بارتخاء القبضة الأمنية في شوارع بيروت.

ولم يغب عن السارقين استغلال أيّ فرصة للسرقة في وقت تُجهد الجوائح والكوارث البلاد من كل صوب، حيث استقرّ صافي عدد السيارات المسروقة على 115 سيارة خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط.

ظاهرة سرقة السيارات تتنامى بشكل سريع

شهد لبنان خلال شهري يناير وفبراير 2021 ارتفاعًا في جرائم القتل والسرقة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2020، حيث ارتفعت أعداد جرائم السرقة بنسبة 144%.

ويوضح رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف مسلم، في حديث إلى "العربي"، أنّ سرقة السيارات ليست حديثة إنما هي جريمة قديمة على مستوى دول العالم، مضيفًا: "نجحنا بتخفيض هذه الجريمة لمستوى متدنٍّ بعد 2013 لكنّها عادت للارتفاع من جديد اليوم".

من جهته، يلفت المستشار القانوني المحامي أشرف الموسوي إلى أنّ هذه الظاهرة أصبحت تتنامى بشكل سريع جدًا، نتيجة الظروف الاقتصادية وجائحة كورونا.

ويكشف، في حديث إلى "العربي"، أنّ هناك نحو ألف سيارة سُرِقت في العام 2020، كما سُرِقت في مطلع 2021 عشرات السيارات داخل الأراضي اللبنانية.

فلتان أمني.. و"الدبوس" يروي التفاصيل

دخل فريق "العربي" في خضم ملف سرقة السيارات في لبنان، حيث عاين على الأرض كيفية حصول هذه الجرائم، ونجح بصعوبة في إقناع أحد أفراد العصابات في الحديث أمام الكاميرا، بشروطه.

يكشف سارق السيارات، الملقب بـ"الدبوس"، لـ"العربي"، كيفية حدوث عمليات السرقة، هو الذي يقول إنّه دخل إلى السجن وخرج منه وشهد على الكثير من الجرائم في هذا المجال. يلفت إلى وجود "مختصّين بالكسر وآخرين بالنقل"، ويتحدّث عن سيارات من نوع معيّن من السهل واليسير سرقتها، مقارنة بغيرها.

أكثر من ذلك، تتبّع فريق "العربي" رحلة إحدى السيارات المسلوبة من أرض لبنان إلى حدوده، ليعاين أشدّ فصول الفلتان الأمني في هذا البلد عن قرب، حيث تُسلَّم السيارة المسروقة إلى أحد التجّار ليذهب بها برحلة واحدة باتجاه الأراضي السورية.

من هي الجهات المتورطة بعمليات السرقة؟

يكاد لا يشكّ أحد في لبنان بالجهات المتورطة في هذا النوع من عمليّات السرقة، وهي تحديدًا تلك الجهات التي تفرض سيطرتها على معابر التهريب. إلا أنّ تورط شخصيات أمنية في هذا الملف لم يكن الغطاء الوحيد لعمل العصابات، فالأحزاب هي الداعم الأكبر لمسرح العمليات على الحدود.

فعلى خط تزوير اللوحات مثلًا، علم "العربي" أنّ أحد العاملين في مصلحة تسجيل السيارات يقوم بتسريب أقراص مدمجة تحمل كل التفاصيل المتعلقة بالسيارات المسجلة شرعيًا، وتباع بعض تلك الأقراص إلى عصابات السرقة.

بهذه الطريقة، يعمد أفراد هذه العصابات إلى تصعيب الأمر على القوى الأمنية، وذلك بسرقة أو تصنيع لوحات جديدة للسيارات المسروقة، وتغيير رقم الهيكل، ومن ثم يزوّرون أوراقها ولونها، لتصبح بعدها خالية من شوائب السرقة.

بين الاغتيالات السياسية وسرقة السيارات

ولا شك بأن ازدهار عمل عصابات السرقة في لبنان مرتبط بالوضع السياسي والاقتصادي المتردي في البلاد، حيث بات واضحًا أنّ بوصلة العصابات تتركز في المناطق الحدودية التي لا تحكمها قبضة أمنية محكمة.

أكثر من ذلك، ثبُت أن الكثير من عمليات الاغتيال التي شهدتها الساحة اللبنانية استُخدِمت فيها سيارات كانت مسروقة واختفت لأعوام.

ولا شك أنّ سارقي السيارات لن يتوقفوا عن أعمالهم، وسيلهثون إلى أي هدف سهل، ما يفرض على اللبنانيين الحرص لـ"تصعيب" الأمور عليهم، وحذر الوقوع في شباكهم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close