الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

حداد بعد حريق بمستشفى في بغداد.. والكاظمي يعتبره مسًّا بالأمن القومي

حداد بعد حريق بمستشفى في بغداد.. والكاظمي يعتبره مسًّا بالأمن القومي

Changed

حريق مستشفى في بغداد
لقي 23 شخصًا على الأقلّ مصرعهم وأصيب حوالي 50 آخرين بجروح في الحريق (وسائل التواصل الاجتماعي)
أمر الكاظمي بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم.

أعلن العراق، فجر اليوم الأحد، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح قتلى سقطوا في حريق ضخم اندلع أمس السبت في وحدة للعناية المركّزة مخصّصة لعلاج مرضى كوفيد-19 في مستشفى ببغداد، بحسب ما أعلنت الحكومة.

وأفادت الحكومة، في بيان، بأنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عقد، إثر الحريق الذي اندلع في مستشفى "ابن الخطيب"، اجتماعًا طارئًا مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين، أمر في أعقابه "بإعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث"، معتبرًا ما حصل "مسًّا بالأمن القومي العراقي".

ونقل البيان الحكومي عن الكاظمي قوله خلال الاجتماع الطارئ: "مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير". وأضاف: "لهذا وجّهت بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم".

الكاظمي: ليس مجرّد خطأ بل جريمة

وشدّد الكاظمي على أنّ "الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمّل مسؤوليتها جميع المقصّرين"، مطالبًا بأن تصدر "نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصّر مهما كان".

ودعا رئيس الوزراء إلى "تشكيل فريق فنّي من كلّ الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد وفي كل أنحاء العراق"، مشدّدًا على أنّه أصدر "توجيهًا واضحًا: كلّ مدير عليه أن ينزل بنفسه ويدقّق إجراءات السلامة".

وأضاف الكاظمي: "يجب ألا يقول لي أحد تماس كهربائي، هذا أمر معيب.. افحصوا كلّ سلك في كلّ دائرة عامة أو مستشفى، وأي دائرة تتحجّج بالتماس الكهربائي سأحاسب الجميع فيها".

وكان الكاظمي أمر إثر الكارثة باعتبار الضحايا الذين سقطوا في الحريق "شهداء" ومنح عائلاتهم "كلّ حقوق الشهداء"، بالإضافة إلى معالجة جرحى الحريق على نفقة الدولة "بما في ذلك العلاج خارج العراق".

قتلى وجرحى نتيجة انفجار أسطوانة أكسجين

وعند منتصف الليل، أعلن الدفاع المدني أنّ فرقه سيطرت على الحريق الذي "بدأ بانفجار أسطوانة أكسجين حسب شهود"، مشيرًا إلى أنّ "المستشفى يخلو من منظومة" استشعار الحرائق وإطفائها، و"الأسقف الثانوية عجّلت من انتشار النيران بسبب احتوائها على مواد فلّينية سريعة الاشتعال".

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن الدفاع المدني أنّ عناصره تمكّنوا من "إنقاذ 90 شخصًا من أصل 120 بين مرضى وأقارب لهم" كانوا في مكان وقوع الكارثة، من دون أن يدلي بأي حصيلة تتعلق بالقتلى والجرحى.

وأوضح الدفاع المدني أنّ "أكثر الضحايا انقطع عنهم الأكسجين بسبب نقلهم من ردهات المستشفى أثناء عمليات الإخلاء والإنقاذ وكذلك استنشاق البعض منهم نواتج الحريق".

من جهتها أصدرت وزارة الصحة بيانًا قالت فيه إنّها "ستعلن في وقت لاحق الموقف الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى".

لكن مصادر طبية قالت لوكالة الصحافة الفرنسية: إن الحريق أسفر عن مقتل 23 شخصًا على الأقلّ وإصابة حوالي 50 آخرين.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران في طوابق المستشفى الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي للعاصمة، بينما كان المرضى وأقاربهم يحاولون الفرار من المبنى.

وقال مصدر طبّي في مستشفى ابن الخطيب: إنّ "ثلاثين مريضًا كانوا في وحدة العناية المركّزة هذه" المخصّصة لعلاج الإصابات الخطرة بكوفيد-19، وكان إلى جانبهم عشرات من أقاربهم حين وقعت الكارثة.

إهمال نتيجة الفساد المستشري في العراق

وأثار هذا الحريق، الناجم بحسب مصادر عدّة عن إهمال غالبًا ما يرتبط بالفساد المستشري في العراق، جدلًا حادًّا في البلاد.

واعتبرت "المفوضية العليا لحقوق الإنسان" أنّ "هذة الحادثة أقلّ ما يقال عنها إنّها جريمة بحقّ المرضى الذين اضطرّتهم شدّة المرض إلى منح الثقة لوزارة الصحة والبيئة ومؤسّساتها على أرواحهم وأجسادهم فكانت النتيجة أن يحترقوا فيها بدل التشافي".

وطالبت الهيئة الحقوقية الحكومية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "بإقالة وزير الصحّة" حسن التميمي "ووكلائه وإحالتهم إلى التحقيق".

بدوره، طالب محافظ بغداد محمد جابر "وزارة الصحة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث وتقديم المقصّرين إلى العدالة".

نقص في الأدوية والأطباء والمستشفيات في العراق

ويعاني العراق، الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، منذ عقود من نقص في الأدوية والأطباء والمستشفيات.

وتجاوز عدد الذين أصيبوا بكوفيد-19 في العراق الأربعاء الماضي عتبة المليون، توفي منهم أكثر من 15 ألفًا. ويعزو خبراء صحيّون الحصيلة المتدنية نسبيًا للوفيات بالمقارنة مع أعداد المصابين في العراق إلى التركيبة السكّانية في هذا البلد، أحد أكثر دول العالم شبابًا.

وتقول وزارة الصحة العراقية: إنّها تجري يوميًا حوالي 40 ألف فحص كوفيد-19، وهو رقم منخفض للغاية في بلد يزيد عدد سكان الكثير من مدنه عن مليوني نسمة يعيش كثيرون منهم في أماكن مكتظة وفي اختلاط دائم.

وفي ظلّ النظام الصحّي المريض في البلاد ونقص المعدّات الطبيّة اللازمة في المستشفيات، يفضّل عدد كبير من المصابين بكورونا تركيب أسطوانة أوكسجين في منازلهم بدلًا من الذهاب إلى المستشفيات المتداعية.

وتلقّى العراق الذي أطلق حملة تحصين وطنية لمكافحة جائحة كوفيد-19، حتى اليوم ما يقرب من 650 ألف جرعة من اللّقاحات المختلفة، غالبيتها العظمى على شكل هبات أو عبر برنامج "كوفاكس" الدولي الذي يهدف إلى ضمان التوزيع العادل للّقاحات.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close