الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

السفر بعد كورونا.. تقسيم الشعوب حسب قومية اللقاحات بدلًا من الضرورة الطبية

السفر بعد كورونا.. تقسيم الشعوب حسب قومية اللقاحات بدلًا من الضرورة الطبية

Changed

تكافح شركات الطيران والعاملون بمجال السياحة لتقليص الخسائر مع استئناف السفر الجوي
تكافح شركات الطيران والعاملون بمجال السياحة لتقليص الخسائر مع استئناف السفر الجوي. (غيتي)
ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن هذه المشكلة من شـأنها أن تفاقم أزمة صناعة السفر العالمية البالغة قيمتها 9 تريليونات دولار، والمشلولة منذ بداية الوباء.

مع توجّه الدول إلى استئناف السفر حول العالم بعد الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، يواجه المسافرون مشكلة عدم الاعتراف المتبادل للحكومات بمختلف اللقاحات، بحيث يُحدّد نوع اللقاح وجهة السفر المتاحة للمسافر.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن هذه المشكلة من شـأنها أن تفاقم أزمة صناعة السفر العالمية البالغة قيمتها 9 تريليونات دولار، والمشلولة منذ بداية الوباء.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أنه سيسمح في الأشهر المقبلة لجميع السياح القادمين من الولايات المتحدة بالسفر إلى دوله، لكن بشرط تلقي لقاحات مضادة لكوفيد-19 معتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية. وتعتمد الولايات المتحدة ثلاثة لقاحات وافقت عليها وكالة الأدوية الأوروبية وهي "موديرنا" و"فايزر-بيونتك" و"جونسون آند جونسون".

وإزاء هذا القرار، فمن المرجّح أن يتمّ منع الذين تلقّوا لقاحات صينية مثل "سينوفاك"، و" سينوفارم"، من الدخول إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور، مع عواقب وخيمة على النشاط التجاري العالمي وإحياء السياحة الدولية.

وتعترف الصين حتى الآن باللقاحات الصينية الصنع فقط، في المقابل لم يتمّ اعتماد لقاحاتها في الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، ما يعني أن الصينيين لن يتمكنوا من السفر إلى دول أوروبا والولايات المتحدة، بينما لن يتمكن مواطنو تلك الدول من السفر إلى الصين.

وتُفضّل ماري تشيونغ، وهي مواطنة من هونغ كونغ تُسافر للعمل في الصين بانتظام، الحصول على لقاح "سينوفاك" الصيني لتسهيل حركتها بين الصين وهونغ كونغ، بينما يخُطّط زوجها البريطاني للحصول على لقاح "فايزر-بايونتيك" لتعزيز فرصة زيارة عائلته في المملكة المتحدة، وفقًا لما نقلته "بلومبرغ" عنها.

وبالنسبة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين لا يستطيعون اختيار نوعية اللقاحات التي يحصلون عليها، فإن مخاوف عدم القدرة على السفر تبقى قائمة، خصوصًا بين الصين والدول الغربية على وجه الخصوص. 

ويبحث الاتحاد الأوروبي في استحداث جواز سفر صحّي لاعتماده، اعتبارًا من هذا الصيف، بهدف تمكين السيّاح من التنقّل بين دوله بحريّة.

وقال الأستاذ المشارك في الأمن الصحي بجامعة هونغ كونغ نيكولاس توماس إن "التقسيم العالمي للشعوب القائم على تبنّي اللقاح لن يؤدي إلا إلى تفاقم الآثار الاقتصادية والسياسية للوباء واستمرارها"، مضيفًا أن العالم يشهد مخاطرة يُبنى فيها الاختيار على أساس قومية اللقاحات بدلًا من الضرورة الطبية".

وتناقش الحكومات من الصين إلى أوروبا استصدار جوازات سفر اللقاح، وهي شهادات يمكن الوصول إليها بسهولة وتفيد في التحقق من كون شخص ما قد على التطعيم، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الدول ستسعى للحصول على اعتراف عالمي بجميع أنواع اللقاحات، خاصة مع ظهور متغيرات الفيروس وتساؤلات حول ما إذا كانت اللقاحات فعالة ضدها.

وخفّفت الصين من متطلّبات الحصول على التأشيرة للأجانب الذين تلقّوا اللقاحات الصينية في مارس/ آذار. وتتوفر اللقاحات الصينية في بعض البلدان فقط، مثل البرازيل وباكستان وصربيا، ولا يمكنك الحصول على "سينوفاك" أو اللقاحات الصينية الأخرى في الولايات المتحدة.

وإداراكًا منها للتكاليف الاقتصادية الناتجة عن الانتقائية في اللقاحات، أعلنت السفارة الصينية في واشنطن أن المسافرين الذين تلقّوا بعض اللقاحات الأجنبية والمتوجّهين من دالاس، يُمكنهم دخول الصين. كما رجّحت وسائل الإعلام الحكومية الصينية أن تتمّ الموافقة على لقاح "فايزر-بايونتيك" في منتصف العام.

ووفقًا لمنظمة السياحة العالمية، تأثر قطاع السياحة بجائحة "كورونا"، وبلغت خسائره 1.3 مليار دولار خلال عام 2020 فقط. 

وتكافح شركات الطيران والعاملون بمجال السياحة لتقليص الخسائر مع استئناف السفر الجوي.

المصادر:
بلومبرغ

شارك القصة

تابع القراءة
Close