الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

شوارع تحولت إلى أقسام طوارئ.. الهند في قبضة الجائحة

شوارع تحولت إلى أقسام طوارئ.. الهند في قبضة الجائحة

Changed

إحراق ضحايا فيروس "كورونا" في الهند
إحراق ضحايا فيروس "كورونا" في الهند. (غيتي)
انتشرت الوفيات والإصابات كـ "النار في الهشيم". وأصبحت الهند في قبضة الجائحة التي ضربت الدولة بصورة سريعة وشرسة غير مسبوقة منذ ظهور الفيروس قبل أكثر من عام.

تحوّل "الانفجار الهائل" في عدد حالات الإصابة في الهند إلى خطر حقيقي يُواجه العالم، إذ إن تفشّي الوباء يهدد بتوسيع نطاق الوباء نفسه، ما يؤدي إلى ارتفاع الأعداد في جميع أنحاء العالم إلى مستويات عالية جديدة وتشكيل تجمّع فيروسي هائل يمكن أن يصبح أرضًا خصبة لطفرات جديدة وخطيرة محتملة.

قبل ثلاثة أشهر، كانت الهند ترسم "صورة وردية" للتعافي من جائحة كوفيد-19، بعد أن انخفضت أعداد الإصابات بعد ذروة الموجة الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أقل من 15 ألف حالة يوميا لمدة أسابيع مطلع العام الجديد. 

اقتنع الكثيرون بأن البلاد تغلّبت بالفعل على الفيروس التاجي، حتى إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي تباهى، خلال كلمة المنتدى الاقتصادي العالمي، بـ"قيادته الملتزمة للتغلّب على الفيروس"، قائلًا: "تمّ التنبؤ بأن الهند ستكون الأكثر تضررًا من فيروس كورونا في العالم. الهند اليوم من بين تلك الدول التي نجحت في إنقاذ حياة مواطنيها".

وبالفعل، عادت الحياة إلى طبيعتها، واستُؤنفت الحياة العامة والحفلات، بينما شهدت البلاد تجمّعات سياسية كبيرة واستعراضات في الشوارع، وسُمح بانعقاد مهرجان ديني ضخم يسمى "كومبه ميلا" مخصص للديانة الهندوسية.

نار في الهشيم

وفجأة، في منتصف مارس/آذار، بدأت الوفيات والإصابات تتصاعد تدريجيًا حتى انتشرت كـ "النار في الهشيم". وأصبحت الهند في قبضة الجائحة التي ضربت الدولة بصورة سريعة وشرسة غير مسبوقة منذ ظهور الفيروس قبل أكثر من عام.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن راكيش ميشرا، مدير مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية في حيدر أباد الذي يعمل على تسلسل جينوم فيروس كوفيد-19، قوله: "إن هذا التفشّي يهدّد بانتشار متحورات جديدة، إذا تُركت دون رادع". 

إصابات ووفيات غير مسبوقة

وسجّلت وزارة الصحة الهندية، الأحد، حوالي 350 ألف حالة جديدة، وأكثر من ألفي حالة وفاة يوميًا لمدة 5 أيام متتالية، في البلد الذي تزيد كثافته السكانية عن 1.3 مليار نسمة. وتمثل الإصابات الجديدة حوالي نصف أعداد الإصابات المسجلة في العالم، بوجود سلالات المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل، إضافة إلى "المتحوّر المزدوج" الذي اكتُشف في البلاد لأول مرة.

وقال نافين دانج، عالم الأحياء الدقيقة ورئيس مختبرات الدكتور دانج في دلهي، إن أحدث البيانات تشير إلى أن 30 في المئة من اختبارات كوفيد 19 في نيودلهي إيجابية، على الرغم من الإغلاق الذي تعيشه البلاد بعد الموجة الثانية التي بدأت في مارس الماضي.

إنجاز شبه مستحيل

وتحوّلت عملية تأمين سرير في مستشفى خاصّ إلى "إنجاز شبه مستحيل" وسط امتلاء الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بالكامل، بما في ذلك أسرة وحدات العناية المركزة، إضافة إلى النقص الحاد في الأكسجين، أو الأدوية التي تستخدم في بروتوكول العلاج ضدّ الفيروس مثل "رميديسفير" المنقطع من المستشفيات.

وواجهت حكومة مودي انتقادات، لأنها تراخت وسمحت بتجمّعات دينية وسياسية عندما انخفض عدد الإصابات اليومي دون عشرة آلاف حالة ولم تخطط لتعزيز نظام الرعاية الصحية.

وأصدرت المستشفيات والأطباء إخطارات عاجلة تُفيد بأنهم غير قادرين على التعامل مع الزيادة في أعداد المرضى. وأمام أحد معابد السيخ في مدينة غازي أباد على مشارف دلهي، بدا الشارع أشبه بجناح الطوارئ في مستشفى، لكنه مكتظ بالسيارات التي تحمل مرضى كوفيد-19 الذين يكافحون لالتقاط الأنفاس من أسطوانات أكسجين محمولة باليد.

وقال عالم الفيروسات ومدير مدرسة "تريفيدي" للعلوم البيولوجية بجامعة أشوكا بنيودلهي شهيد جميل: "كانت صورة وردية بأن هذا الوباء قد انتهى بالنسبة لنا".

مساعدات عاجلة

وذكرت صحيفة "الغارديان" أن المطلوب من المجتمع الدولي مساعدة الهند التي تملك "نظامًا صحيًا هشًّا". وبالفعل، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال هاتفي مع مودي، بمساعدة أميركية عاجلة بما في ذلك الإمدادات المتعلقة بالأكسجين واللقاحات".

كما تعهد سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، و الرئيس التنفيذي لشركة ميكروسوفت ساتيا نادالا، المولودان في الهند، بالمساعدة في معالجة النقص الحاد في الأكسجين الطبي، وتوفير الخبرة الفنية ونشر موارد الشركات، بتقديم الدعم في معركة الهند ضد الموجة الثانية من كوفيد-19.

ووفقًا لـ"الغارديان"، تعمل بريطانيا على نقل كميات من لأسطوانات الأكسجين جوًا إلى الهند، كما تعهّدت بإرسال مواد طبية أخرى. ومن المتوقّع أن تقدّم ألمانيا للهند الأكسجين. كما ستُقدم الصين الدعم اللازم ضمن سياسة "دبلوماسية اللقاحات" التي تنتهجها.

وكانت السفارة الهندية لدى الرياض، أعلنت تقديم السعودية 80 طنّا متريا من الأكسجين دعمًا للهند.

وأغلقت دول عدّة أبوابها أمام الهند، كما أوقفت رحلاتها الجوية المتوجّهة من وإلى الهند.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close