الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

كورونا الهند يُعقّد الوضع في إفريقيا.. مخاوف من نقص اللقاحات

كورونا الهند يُعقّد الوضع في إفريقيا.. مخاوف من نقص اللقاحات

Changed

شهد الكوكب بأسره صورًا مرعبة لمئات المحارق المشتعلة في الهند باستمرار.
شهد الكوكب بأسره صورًا مرعبة لمئات المحارق المشتعلة في الهند باستمرار (غيتي)
يخشى البعض أن تشهد إفريقيا السيناريو ذاته الذي عانت منه الهند، حيث تكمن المشكلة الأساس في توفير اللقاحات المضادة لكوفيد-19 قبل أي شيء آخر.

منذ أبريل/ نيسان، غرقت الهند في عاصفة صحية حقيقية، حيث سجّلت، الأسبوع الماضي، أكثر من 46% من الإصابات العالمية الجديدة بفيروس كوفيد 19 على مستوى العالم، إلى جانب ربع الوفيات.

ويخشى البعض أن تشهد إفريقيا السيناريو ذاته، حيث تكمن المشكلة الأساس في توفير اللقاحات قبل أي شيء.

وتنقل مجلة "جون أفريك" عن مواطنة فرنسية، تعيش في العاصمة الهندية نيودلهي، قولها: إنه "حتى بداية العام، كنا نعيش وكأن الفيروس غير موجود"، مضيفةً: "لقد تغيّر كل شيء بين نهاية مارس/ آذار وبداية أبريل/ نيسان".

شهد الكوكب بأسره صورًا مرعبة لمئات المحارق المشتعلة باستمرار، والتي خُصّصت لحرق جثث ضحايا الفيروس بعد أن سجّلت أرقام الوفيات حوالي 4 آلاف حالة يوميًا.

ومع أوجه الشبه الكثيرة بين الهند وإفريقيا من حيث الكثافة السكانية العالية، والخدمات الصحية المحدودة، وارتفاع معدل العائلات ذات الدخل المحدود، بدأت الشكوك تساور العلماء حول تكرار "السيناريو الهندي" في دول إفريقيا خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

وعلى الرغم من أن الهند من أكبر الموردين للدواء في العالم، إلا أن المشكلة الأساسية للكارثة تتمثّل في انخفاض إمدادات اللقاحات.

ارتياب وإرهاق

ونقلت مجلة "جون أفريك" عن ثاباني مافوسا، المدير العام لتحالف "غافي" المشارك في منصة "كوفاكس": "من مارس/ آذار إلى مايو/ أيار، صنّعت الهند حوالي 140 مليون جرعة لم تتسلّمها إفريقيا".

وعلى الرغم من أن إيقاع التطعيمات كان منخفضًا جدًا في القارة، وبلغ نسبة 2% من إجمالي الجرعات في جميع أنحاء العالم في مارس، انخفضت هذه النسبة الآن إلى 1%.

لا تتعلّق المشكلة فقط بعمليات تسليم اللقاحات، ومع ذلك، تؤكد الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا: "تمّ إعطاء نصف الجرعات فقط في القارة"، مضيفة أن ثمانية بلدان استخدمت جميع الجرعات، وخمس عشرة دولة استخدمت أقلّ من نصف اللقاحات التي تلقّتها، وتسع دول أخرى أقلّ من الربع.

وتدور التساؤلات الآن حول نقص الوسائل والموظفين المدربين والمؤهلين بالاضافة إلى شكوك بعض السكان الذين سئموا من الامتثال للتدابير الاحترازية، وباتوا حذرين بسبب الجدل حول افتقار اللقاحات للفعالية والآثار الجانبية المقلقة لبعض اللقاحات، حيث يتصدّر لقاح "أسترازينيكا" اللائحة.

إجراءات واعدة

تشرح الدكتورة مويتي أن غانا ورواندا وبوتسوانا تميّزوا بحملات تلقيح سريعة وعلى نطاق واسع. واعتُبرت البلدان أمثلة، لأنها تمكّنت من التخطيط لحملة التلقيح من خلال تحديد السكان المستهدفين باعتباره أولوية، وإجراء محاكاة من أجل إزالة العقبات المحتملة.

ويُشير مسؤولو منظمة الصحة العالمية إلى أخبار جيدة، حيث يُعتبر دعم الولايات المتحدة لحملة التخلّي مؤقتًا عن براءات الاختراع الخاصّة بلقاحات "كورونا" "إجراءً واعدًا للغاية، وإن بدت المختبرات الكبيرة مصممة على رفض الخطوة".

كما يواصل مسؤولو منصة "كوفاكس" المجانية تنويع مصادر إمدادهم. ويشير مافوسا إلى أن "فرنسا والسويد قد التزمتا بالفعل بتوريد اللقاحات"، مضيفًا أن شركة "موديرنا" وعدت "بتزويدنا بجرعات عديدة ونحن نجري مناقشات مع جونسون أند جونسون، والمورّدين الروس والصينيين.. في الواقع، جميع اللقاحات التي حصلت على ترخيص منظمة الصحة العالمية تهمنا".

قلق من المتحوّرات

ويُثير العدد الكبير من متحوّرات الفيروس، وضراوتها وشدّة العدوى، قلقًا كبيرًا وتحديدًا من حيث التشكيك في فعالية اللقاحات ضدّها. تمّ تحديد سلالة "B1.351"، المعروفة باسم جنوب إفريقيا، حتى الآن في 23 دولة في القارة، وسلالة "B1.1.7" البريطانية في 20 دولة. أما بالنسبة لـ "المتحوّر الهندي" الشهير المعروف باسم " B.1.617"، فقد تمّ رصده في أوغندا وكينيا.

لكن الدكتورة مويتي تُصرّ على وضع الأمر في منظوره الصحيح: "من الممكن أن يكون هذا المتحوّر قابلًا للانتقال بين البشر، لكن يمكننا التكهّن بأن اللقاحات الهندية، عندما تصبح متاحة مرة أخرى، ستكون أكثر فعالية في مكافحة هذه السلالة المحددة. علاوة على ذلك، فإن الأعراض هي نفسها بالنسبة لأشكال الفيروس الأخرى".

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close