الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

وفيات بالعشرات ونفوس مدمّرة.. "كورونا" يفتك بصحافيي الهند

وفيات بالعشرات ونفوس مدمّرة.. "كورونا" يفتك بصحافيي الهند

Changed

يحاول الصحفيون في الهند الجمع بين تغطية أخبار كورونا وبين الاهتمام بأنفسهم وأفراد أسرهم
يحاول الصحفيون في الهند الجمع بين تغطية أخبار كورونا وبين الاهتمام بأنفسهم وأفراد أسرهم (غيتي)
توفي 77 صحافيًا في أبريل الماضي منذ بدء الموجة الثانية من الجائحة، بينما توفي العام الماضي 128 صحافيًا بعد إصابتهم بالفيروس، وفقًا لمعهد دراسات المعرفة.

تلقت أشهر الصحافيات في الهند نبأ وفاة والدها (80 عامًا) عندما كانت مشغولة بنقل أخبار معاناة الناس في المستشفيات وأماكن حرق الجثث خلال الموجة الثانية الراهنة من فيروس "كورونا".

ونقلت وكالة الأناضول عن الصحافية الهندية بارخا دوت قولها: "أصبحت بنفسي قصة خبرية، وشعرت بكل ما كنت أقوم بتغطيته عن الناس، كما لو كنت على الجانب الآخر من الكاميرا".

وبالرغم من كل علاقاتها الواسعة، كان على "دوت" أن تقاتل، مثل الآخرين، للحصول على سيارة إسعاف وأسطوانة أكسجين، والتوسل لآخرين من أجل الحصول على سرير في مستشفى، ثم التوسل للحصول على مكان لحرق جثة والدها.

وأضافت: "كانت هناك ثلاث عائلات أخرى تتنافس على هذا المكان لتقديم التحية الأخيرة لأفرادها الذين رحلوا بسبب الفيروس. كنت أنقل أخبارًا حول هذا الموضوع، ولكن الآن أصبح الحداد الوطني حدادًا شخصيًا".

ويحاول الصحافيون في الهند الجمع بين تغطية الأخبار المتعلقة بالموجة الثانية من الوباء القاتل وبين الاهتمام بأنفسهم وأفراد أسرهم.

وبالمثل، كانت سهاسيني راج، وهي صحافية تعمل في مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بنيودلهي، تكتب قصة خبرية عندما تلقت مكالمة تفيد بأن عائلتها مريضة وبأن مستوى الأكسجين لدى والد زوجها ينخفض.

وقالت "راج"، خلال اجتماع عبر الإنترنت نظمه نادي المراسلين الأجانب في جنوب آسيا: أثناء تتبع القصص وكتابتها، كان عليّ أن أتنقل بين الاستفسار عن الوضع الصحي وترتيب أسِرّة المستشفى والأكسجين لأفراد الأُسْرة".

ووفقًا لأرقام مؤقتة صادرة عن معهد دراسات المعرفة "أي.بي.أس" في نيودلهي، فقد 77 صحافيًا حياتهم في أبريل/ نيسان الماضي منذ بدء الموجة الثانية من الجائحة، بينما توفي العام الماضي 128 صحافيًا بعد إصابتهم بالفيروس.

والخميس، أعلنت السلطات الهندية عن رقم قياسي جديد، حيث سجلت 412 ألفًا و262 حالة إصابة بالفيروس، والسبت تجاوزت الوفيات اليومية حاجز الـ4 آلاف.

كارثة غير متوقعة

ومنذ ظهور الجائحة في الهند، تعمل القنوات والمؤسسات الإعلامية بلا توقف لجمع المعلومات والتحقق من العدد الفعلي للوفيات.

وقالت كوتا نيليما، من مؤسسة معهد دراسات المعرفة: إن دور الصحافيين "لا يقتصر على الإبلاغ عن الأزمة الصحية، بل يتعرضون لها يوميًا مما أثر عليهم أيضًا".

وقبل أيام، توفي كل من الصحافي كاليان بارواه، رئيس مكتب صحيفة "الأسام تريبون"، وهي يومية هندية تصدر باللغة الإنكليزية من جواهاتي وديبروجاره، وزوجته الصحافية نيلاكشي، بعد 24 ساعة من وصولهما إلى مستشفى في نيودلهي، إثر إصابتهما بالفيروس.

وفي اليوم نفسه، توفي الصحافي أنيربان بورا من صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز"، بعد إصابته بـ "كورونا". كما توفي الصحافي روهيت ساردانا (41 عامًا)، وكاكولي بهاتاشاريا صحافي بمكتب نيودلهي لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وتوفي أيضًا نحو 30 صحافيًا بسبب الفيروس في ولاية أوتار براديش (شمال)، تليها ولاية تيلانجانا (وسط) التي سجلت 19 حالة وفاة لصحافيين، بينهم الصحافي المخضرم كوسوري أمارانث، رئيس اتحاد الصحافيين بالهند.

وقالت "راج" إنه لم يكن أحد مستعدًا لمثل هذه الكارثة في الهند، "فمن الصعب التركيز على الكتابة حول الجائحة دون التفكير في الأسْرة".

كما تلقى أحد الصحافيين نبأ وفاة زوجته عندما كان في الميدان يتحدث عن نقص إمدادات الأكسجين في المستشفيات.

أصعب مرحلة بتاريخ الصحافة في الهند

ووصف فيكاس باندي، محرر مكتب الهند لمنصة "بي بي سي" الرقمية، التغطية الإعلامية للوباء بأنها أصعب مرحلة في تاريخ الصحافة في الهند.

وقال: "إدارة التغطية الإعلامية وتلقي مكالمات من الأصدقاء وأفراد الأسرة لمساعدتهم في توفير الأسرة وإمدادات الأكسجين والأدوية تؤثر سلبيًا على نفسية الصحافيين".

وتابع باندي، الذي فقد ابن عمه بسبب الفيروس: "عملنا خلال فترات صعبة أثناء تفجيرات وهجمات إرهابية، لكن هذا الشيء يفوق كل ذلك، إنها مرحلة صعبة للغاية".

وقال ماهيس لانجا، مراسل صحيفة "ذاهندو"، أكبر الصحف اليومية بالهند، والصادرة من ولاية غوجارات (غرب)، إنه من المجهد تلقي مكالمات من أشخاص يطلبون المساعدة للحصول على أجهزة التنفس الصناعي، مشيرًا إلى وفاة أربعة صحافيين رفيعي المستوى خلال أسبوع واحد فقط.

واشتكى "لانجا" من عدم دقة البيانات خلال الموجة الثانية، بعكس الموجة الأولى التي كان يقدم فيها المسؤولون وإدارة المستشفيات بيانات وتفاصيل حول الإصابات.

وحتى السبت، سجلت الهند إجمالا أكثر من 22 مليون و296 ألف إصابة بالفيروس، بينها ما يزيد عن 242 ألف وفاة ونحو 18 مليون و317 ألف حالة تعافٍ (من إجمالي سكان أكثر من 1.3 مليار نسمة)، وفق موقع "وورلدميتر".

المصادر:
العربي، الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close