لم يندمل "الجرح المفتوح" الذي تركه انفجار مرفأ بيروت المروّع الذي هزّ العاصمة اللبنانية في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، رغم مرور 10 أشهر على وقوعه.
وفي وقت لا يزال أهالي ضحايا الانفجار يطالبون السلطات بالإسراع في التحقيقات لكشف المجرمين والقتلة والمهملين ومحاسبتهم، تتواصل الآثار "الوجدانية" للانفجار بالظهور.
وفي هذا السياق، برزت رسومات وتذكارات مؤثرة على جدران مرفأ بيروت تركها ذوو الضحايا بعد إحيائهم ذكرى مرور 10 أشهر على الحدث الذي زلزل كياناتهم وغيّر حياتهم.
وأثارت الرسوم التي نفّذها عدد من أهالي الضحايا بأنفسهم تفاعل المواطنين المارّين باتجاه منطقة المرفأ، لاسيما أنها أعادت إلى الذاكرة لحظة وقوع الانفجار الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل ودمر مساحة كبيرة من العاصمة بيروت وتسبب بتشريد آلاف العائلات من منازلها.
وبرزت من بين تلك الجداريات التي خُطَّت على جدران المرفأ رسمة لواحدة من أصغر ضحايا الانفجار وهي ألكسندرا نجار، التي قضت في منزل ذويها إثر تلقيها ضربة قوية على رأسها داخل المنزل جراء قوة الانفجار الذي طرحها أرضًا.
وخط والدا الطفلة رسمة لها وكتبوا فوقها: "قتلتم ابنتنا، لكنكم أيقظتم الشعب.. لن ننسى، لن نتوقف".
وبرزت كذلك صورة ضخمة للمتطوعة في فوج الإطفاء سحر فارس التي قضت مع رفاق لها خلال محاولتهم إطفاء الحريق الذي اندلع بدايةً قبل أن يقع الانفجار الضخم ويقضي على 10 من عناصر الفوج الذين كانوا في محيط الحاوية المشتعلة حينها.
وكانت فارس (26 عامًا) على وشك دخول القفص الذهبي قبل الحادث المفجع، الأمر الذي جسدته اللوحة التي بدت فيها بثوب الزفاف، ودوّن خطيبها عليها: "كان من المفترض أن يكون تاريخ السادس من الشهر الجاري (غدًا الأحد) عرس الشهيدة المسعفة البطلة، حرمتموها من الثوب الأبيض، وجعلتموني أزفها بغيره، حتى الحلم قمتم بسرقته".
وكان أهالي الضحايا قد أحيوا ذكرى الانفجار قرب المرفأ أمس، وجددوا مطالبتهم القضاء اللبناني بالإسراع في التحقيقات والكشف عن النتائج المحققة حتى الآن، وهاجموا السلطات اللبنانية التي اتهمها البعض بمحاولة " تمييع " الملف وعدم محاسبة "الرؤوس الكبيرة".
