السبت 20 أبريل / أبريل 2024

العمل من السيارة.. اللبنانيون "يتكيّفون" مع طوابير محطات البنزين

العمل من السيارة.. اللبنانيون "يتكيّفون" مع طوابير محطات البنزين

Changed

 بات مشهد طابور السيارات أمام محطات البنزين مألوفًا في لبنان
بات مشهد طوابير السيارات أمام محطات البنزين اعتياديًا في لبنان (غيتي)
لجأ اللبنانيون إلى إنهاء أعمالهم من داخل السيارة بسبب ساعات الانتظار الطويلة التي يقضونها أمام محطات البنزين، بفعل أزمة المحروقات المتفاقمة.

بعد "العمل من المنزل" الذي دفعت نحوه جائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم، يبدو أنّ اللبنانيين استحدثوا ظاهرة أخرى خاصة بهم فقط، وهي "العمل من السيارة"، وقد تسبّبت فيها أزمة المحروقات التي تخطّت كلّ الحدود.

في هذا السياق، يستمر مشهد اصطفاف السيارات أمام محطات الوقود في العاصمة بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية، حيث يبدأ الانتظار أمامها لساعات، حتى قبل أن تفتح المحطات أبوابها.

لكن العديد من اللبنانيين، وجدوا أنفسهم أمام واقع لا بدّ من تقبّله، على الأقل في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ولجأوا إلى أكثر من وسيلة لتحقيق أقصى استفادة من الوقت الطويل. 

"اجتماع عمل" داخل السيارة

يُعتبر الشاب علي قطوعا واحدًا من هؤلاء، الذي ارتأى المشاركة في اجتماع العمل داخل سيارته، عبر هاتفه المحمول.

 وتتآكل رقعة الصبر رغم المكالمة الجماعية التي يستمع إليها قطوعا، عبر مكبر صوت الهاتف المحمول، فيما يراقب الطابور، بحثًا عن أي إشارة تدل على التقدم للأمام، ويقول قطوعا: "لبنان يحملنا ما يفوق طاقتنا".

أمّا المحاسبة ماري كيفوركيان، فأشارت إلى أنّها دفعت فاتورة مترتبة عليها لشركة مياه أثناء انتظارها في الطابور، حيث رأتها "بالصدفة".

بدوره، أكّد مصمم الديكور علاء سعادة وهو جالس في شاحنته مع عمال آخرين: "إذا توفر البنزين نذهب إلى العمل، وفي حال لم نجده نبقى في المنزل".

محطات البنزين.. ساحة للمشاجرات

في غضون ذلك، باتت المشاجرات أمام المحطات مألوفة، حيث أفادت وسائل إعلام محلية عن وقوع تبادل لإطلاق النار في محطة بنزين، بمدينة طرابلس الشمالية اليوم الجمعة.

ولا يمثل نقص الوقود سوى جانب واحد من مشاكل كثيرة لا تنتهي، أوقعت البلاد في براثن أزمة اقتصادية عميقة.

ويبدو أنّ سائقي السيارات أمام أزمة جديدة، بعدما أعلنت الحكومة أنّ احتياطيات البلاد، لتمويل برنامج دعم بقيمة ستة مليارات دولار سنويًا، يذهب نصفها لدعم الوقود، قد نفدت.

وأمس الخميس، قال وزير الطاقة ريمون غجر إن على سائقي السيارات في لبنان، التكيف مع فكرة انتهاء الدعم، الذي يجعل تكلفة خزان الوقود عند خمس مستواها الحقيقي، أي حوالي 200 ألف ليرة لبنانية.

وقال غجر: "الذي لا يستطيع أن يدفع سعر الصفيحة بسعر 200 ألف ليرة لبنانية، سيتوقف عن استعمال السيارة وسيستعمل وسيلة أخرى".

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close